للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرنا محمد بن عمر عن عبيد بن يحيى عن معاذ بن رفاعة بن رافع قال:

فخرج القوم تلك الليلة النفر الأول بعد هذه يتسللون وقد سبقهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

إلى ذلك الموضع ومعه العباس بن عبد المطلب ليس معه أحد من الناس غيره. وكان يثق به في أمره كله. فلما اجتمعوا كان أول من تكلم العباس بن عبد المطلب فقال: يا معشر الخزرج. وكانت الأوس والخزرج تدعى الخزرج. أنكم قد دعوتم محمدا إلى ما دعوتموه إليه ومحمد من أعز الناس في عشيرته يمنعه والله من كان منا على قوله ومن لم يكن منا على قوله منعة للحسب والشرف. وقد أبى محمد الناس كلهم غيركم فإن كنتم أهل قوة وجلد وبصر بالحرب واستقلال بعداوة العرب قاطبة فإنها سترميكم عن قوس واحدة فارتأوا رأيكم وأتمروا أمركم ولا تفترقوا إلا عن ملإ منكم واجتماع فإن أحسن الحديث أصدقه. وأخرى. صفوا لي الحرب كيف تقاتلون عدوكم. قال فأسكت القوم وتكلم عبد الله بن عمرو بن حرام فقال: نحن والله أهل الحرب غذينا بها ومرنا عليها وورثناها عن آبائنا كابرا فكابرا. نرمي بالنبل حتى تفنى. ثم نطاعن بالرماح حتى تكسر بالرماح. ثم نمشي بالسيوف فنضارب بها حتى يموت الأعجل منا أو من عدونا. فقال العباس بن عبد المطلب: أنتم أصحاب حرب فهل فيكم دروع؟ قالوا:

نعم شاملة. وقال البراء بن معرور: قد سمعنا ما قلت. أنا والله لو كان في أنفسنا غير ما ينطق به لقلناه ولكنا نريد الوفاء والصدق وبذل مهج أنفسنا دون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

قال وتلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن ثم دعاهم إلى الله ورغبهم في الإسلام وذكر الذي اجتمعوا له فأجابه البراء بن معرور بالإيمان والتصديق فبايعهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ذلك. والعباس بن عبد المطلب آخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يؤكد له البيعة تلك الليلة على الأنصار.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن الحارث بن الفضل عن سفيان بن أبي العوجاء قال: حدثني من حضرهم تلك الليلة والعباس بن عبد المطلب آخذ بيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: يا معشر الأنصار أخفوا جرسكم فإن علينا عيونا. وقدموا ذوي أسنانكم فيكونون الذي يلون كلامنا منكم فإنا نخاف قومكم عليكم. ثم إذا بايعتم فتفرقوا إلى مجالسكم واكتموا أمركم فإن طويتم هذا الأمر حتى ينصدع هذا الموسم فأنتم الرجال وأنتم لما بعد اليوم. فقال البراء بن معرور: يا أبا الفضل اسمع منا. فسكت العباس فقال البراء: لك والله

<<  <  ج: ص:  >  >>