رسول الله تركتني أسأل الناس ما بقيت. فقال لي:، فأين الذهب يا عباس؟، فقلت:
أي ذهب؟ قال:، الذي دفعته إلى أم الفضل يوم خرجت فقلت لها إني لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا فهذا لك وللفضل ولعبد الله وعبيد الله وقثم،. فقلت له: من أخبرك بهذا؟ فو الله ما اطلع عليه أحد من الناس غيري وغيرها. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
، الله أخبرني بذلك،. فقلت له: فأنا أشهد أنك رسول الله حقا وأنك لصادق وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. وذلك قول الله:«إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً- يقول صدقا- يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ» الأنفال:
٧٠. فأعطاني مكان عشرين أوقية عشرين عبدا وأنا أنتظر المغفرة من ربي.
قال: أخبرنا هاشم بن القاسم أبو النضر قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال العدوي أن العلاء بن الحضرمي بعث إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من البحرين بثمانين ألفا فما أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مال كان أكثر منه لا قبل ولا بعد. فأمر بها فنشرت على حصير ونودي بالصلاة. فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمثل على المال قائما وجاء الناس حين رأوا المال وما كان يومئذ عدد ولا وزن. ما كان إلا قبضا. فجاء العباس فقال: يا رسول الله إني أعطيت فداي وفدى عقيل بن أبي طالب يوم بدر ولم يكن لعقيل مال. فأعطني من هذا المال. فقال:، خذ،. قال فحثا العباس في خميصة كانت عليه ثم ذهب ينهض فلم يستطع فرفع رأسه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله ارفع علي. فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى خرج ضاحكة أو نابه. قال:
، ولكن أعد في المال طائفة وقم بما تطيق،. ففعل فانطلق بذلك المال وهو يقول: أما إحدى اللتين وعدنا الله فقد أنجزها ولا أدري ما يصنع في الأخرى. يعني قوله:«قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ» الأنفال: ٧٠. فهذا خير مما أخذ مني ولا أدري ما يصنع في المغفرة.
قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أسلم كل من شهد بدرا مع المشركين من بني هاشم. فأدى العباس نفسه وابن أخيه عقيلا ثم رجعوا جميعا إلى مكة ثم أقبلوا إلى المدينة مهاجرين.
قال: أخبرنا علي بن عيسى النوفلي عن إسحاق بن الفضل عن أشياخه قال:
قال عقيل بن أبي طالب للنبي عليه السلام. من قبلت من أشرافهم. أنحن فيهم؟
قال فقال: قتل أبو جهل. فقال، الآن صفي لك الوادي،. قال وقال له عقيل: إنه لم