يقولون: أي صبي؟ فيقول: هذا الصبي! ولا يرون شيئا قد انطلقت به أمه. فيقال له: ما هو؟ قال: رأيت غلاما. وآلهته ليقتلن أهل دينكم. وليكسرن آلهتكم. وليظهرن أمره عليكم. فطلب بعكاظ فلم يوجد. ورجعت به حليمة إلى منزلها. فكانت بعد لا تعرضه لعراف ولا لأحد من الناس.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. حدثني زياد بن سعد عن عيسى بن عبد الله بن مالك قال: جعل الشيخ الهذلي يصيح: يا لهذيل! وآلهته إن هذا لينتظر أمرا من السماء. قال: وجعل يغري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فلم ينشب أن دله فذهب عقله حتى مات كافرا.
وأخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني معاذ بن محمد عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: خرجت حليمة تطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد بدت البهم تقيل. فوجدته مع أخته. فقالت: في هذا الحر! فقالت أخته: يا أمه ما وجد أخي حرا. رأيت غمامة تظل عليه إذا وقف وقفت. وإذا سار سارت معه حتى انتهى إلى هذا الموضع.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني نجيح أبو معشر قال: كان يفرش لعبد المطلب في ظل الكعبة فراش ويأتي بنوه فيجلسون حوالي الفراش ينتظرون عبد المطلب. ويأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو غلام جفر. حتى يرقى الفراش فيجلس عليه.
فيقول أعمامه: مهلا يا محمد عن فراش أبيك. فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منه:
إن ابني ليؤنس ملكا. أو إنه ليحدث نفسه بملك.
أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق. أخبرنا عبد الله بن عون عن عمرو بن سعيد أن أبا طالب قال: كنت بذي المجاز ومعي ابن أخي. يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- فأدركني العطش فشكوت إليه فقلت: يا ابن أخي قد عطشت. وما قلت له ذاك وأنا أرى أن عنده شيئا إلا الجزع. قال: فثنى وركه ثم نزل فقال:، يا عم أعطشت؟، قال قلت:
نعم. قال: فأهوى بعقبه إلى الأرض فإذا بالماء. فقال:، اشرب يا عم، قال: فشربت.
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي. أخبرنا أبو المليح عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: أراد أبو طالب المسير إلى الشام. فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-:، أي عم إلى من تخلفني ههنا فما لي أم تكفلني ولا أحد يؤويني،. قال: فرق له. ثم أردفه خلفه.
فخرج به فنزلوا على صاحب دير. فقال صاحب الدير: ما هذا الغلام منك؟ قال:
ابني. قال: ما هو بابنك ولا ينبغي أن يكون له أب حي. قال: ولم؟ قال: لأن وجهه