للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

خصال الخير. فقال له أبو طالب: يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وألحت علينا سنون منكرة وليست لنا مادة ولا تجارة. وهذه عير قومك قد حضر خروجها إلى الشام. وخديجة ابنة خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها. فلو تعرضت لها. وبلغ خديجة ذلك فأرسلت إليه وأضعفت له ما كانت تعطي غيره.

فخرج مع غلامها ميسرة حتى قدما بصرى من الشام. فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان يقال له نسطور. فاطلع الراهب إلى ميسرة.

وكان يعرفه قبل ذلك. فقال: يا ميسرة من هذا الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ فقال ميسرة: رجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي. ثم قال: في عينيه حمرة؟ قال ميسرة: نعم لا تفارقه. قال الراهب: هو هو آخر الأنبياء. يا ليت إني أدركه حين يؤمر بالخروج! ثم حضر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سوق بصرى فباع سلعته التي خرج بها واشترى غيرها. فكان بينه وبين رجل اختلاف في شيء. فقال له الرجل: احلف باللات والعزى. فقال رسول الله.

-صلى الله عليه وسلم-:، ما حلفت بهما قط وإني لأمر فأعرض عنهما،. قال الرجل: القول قولك. ثم قال لميسرة. وخلا به: يا ميسرة هذا والله نبي! والذي نفسي بيده إنه لهو تجده أحبارنا في كتبهم منعوتا. فوعى ذلك ميسرة. ثم انصرف أهل العير جميعا. وكان ميسرة يرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو على بعيره. قالوا: كان الله قد ألقى على رسوله المحبة من ميسرة. فكان كأنه عبد لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلما رجعوا فكانوا بمر الظهران قال: يا محمد انطلق إلى خديجة فأسبقني فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك. فإنها تعرف ذلك لك. فتقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قدم مكة في ساعة الظهيرة وخديجة في عليه لها معها نساء فيهن نفيسة بنت منية. فرأت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين دخل وهو راكب على بعيره وملكان يظلان عليه. فأرته نساءها فعجبن لذلك. ودخل عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخبرها بما ربحوا في وجههم. فسرت بذلك. فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت. فقال ميسرة: قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام. وأخبرها بقول الراهب نسطور وما قال الآخر الذي خالفه في البيع. وربحت في تلك المرة ضعف ما كانت تربح. وأضعفت له ضعف ما سمت له.

أخبرنا عبد الحميد الحماني عن النضر أبي عمر الخزاز عن عكرمة عن ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>