أبو موسى وعمرو بن العاص. وكان أحدهما يبتغي الدنيا والآخر يبتغي الآخرة.
قال: أخبرنا روح بن عباده قال: حدثني المثنى القصير عن محمد بن المنتشر عن مسروق بن الأجدع قال: كنت مع أبي موسى أيام الحكمين وفسطاطي إلى جانب فسطاطه. فأصبح الناس ذات يوم قد لحقوا بمعاوية من الليل. فلما أصبح أبو موسى رفع رفرف فسطاطه فقال: يا مسروق بن الأجدع. قلت: لبيك أبا موسى. قال: إن الإمرة ما اؤتمر فيها وإن الملك ما غلب عليه بالسيف.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن قتادة أن أبا موسى قال: لا ينبغي للقاضي أن يقضي حتى يتبين له الحق كما يتبين الليل من النهار. فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال: صدق أبو موسى.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا عمران بن حدير عن السميط بن عبد الله السدوسي قال: قال أبو موسى وهو يخطب: إن باهلة كانت كراعا فجعلناها ذراعا. قال فقام رجل فقال: ألا أنبئك بالأم منهم؟ قال: من؟ قال: عك والأشعريون. قال: أولئك وأبيك آبائي. يا ساب أميره تعال. قال فضرب عليه فسطاطا فراحت عليه قصعة وغدت أخرى فكان ذاك سجنه.
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن أبي مجلز أن أبا موسى قال: إني لأغتسل في البيت المظلم فأحني ظهري حياء من ربي.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد عن قتادة قال: كان أبو موسى إذا اغتسل في بيت مظلم تجاذب وحنى ظهره حتى يأخذ ثوبه. ولا ينتصب قائما.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء عن إسماعيل بن مسلم عن ابن سيرين قال:
قال أبو موسى: إني لأغتسل في البيت الخالي فيمنعني الحياء من ربي أن أقيم صلبي.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن المغيرة بن زياد عن عباده بن نسي قال: رأى أبو موسى قوما يقفون في الماء بغير أزر فقال: لأن أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر أحب إلي من أن أفعل مثل هذا.