وأمه أم سخيلة بنت هاشم بن سعيد بن سهم. وكان لعمير من الولد وهب بن عمير وكان سيد بني جمح. وأمية وأبي وأمهم رقيقة. ويقال خالدة. بنت كلدة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح. وكان عمير بن وهب قد شهد بدرا مع المشركين وبعثوه طليعة ليحزر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويأتيهم بعددهم وعدتهم ففعل. وقد كان حريصا على رد قريش عن لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببدر. فلما التقوا كان ابنه وهب بن عمير فيمن أسر يوم بدر. أسره رفاعة بن رافع بن مالك الزرقي. فرجع عمير إلى مكة فقال له صفوان بن أمية وهو معه في الحجر: دينك علي وعيالك علي أمونهم ما عشت وأجعل لك كذا وكذا إن أنت خرجت إلى محمد حتى تقتله.
فوافقه على ذلك قال: إن لي عنده عذرا في قدومي عليه. أقول جئت في فدى ابني.
فقدم المدينة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المسجد فدخل وعليه السيف فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما رآه:، أنه ليريد غدرا والله حائل بينه وبين ذلك،. ثم ذهب ليحني على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال له:، ما لك والسلاح؟، فقال: أنسيته علي لما دخلت. قال:
، ولم قدمت؟، قال: قدمت في فدى ابني. قال:، فما جعلت لصفوان بن أمية في الحجر؟، فقال: وما جعلت له؟ قال:، جعلت له أن تقتلني على أن يعطيك كذا وكذا وعلى أن يقضي دينك ويكفيك مؤونة عيالك،. فقال عمير: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. فو الله يا رسول الله ما اطلع على هذا أحد غيري وغير صفوان وإني أعلم أن الله أخبرك به. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:، يسروا أخاكم وأطلقوا له أسيره،.
فأطلق له ابنه وهب بن عمير بغير فدى. فرجع عمير إلى مكة ولم يقرب صفوان بن أمية. فعلم صفوان أنه قد أسلم. وكان قد حسن إسلامه ثم هاجر إلى المدينة فشهد أحدا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وما بعد ذلك من المشاهد.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا ثابت عن عكرمة أن عمير بن وهب خرج يوم بدر فوقع في القتلى فأخذ الذي جرحه السيف فوضعه في بطنه حتى سمع صريف السيف في الحصى حتى ظن أنه قد قتله. فلما وجد عمير برد الليل أفاق إفاقة فجعل يحبو حتى خرج من بين القتلى فرجع إلى مكة فبرأ منه.