الماء. ثم يغسل وجهه كما أمره الله إلا جرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء.
ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا جرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء. ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله إلا جرت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء. ثم يقوم ويحمد الله ويثني عليه الذي هو له أهل. ثم يركع ركعتين إلا انصرف من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه،. فقال أبو أمامة: يا عمرو بن عبسة انظر ماذا تقول.
أأنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويعطي الرجل هذا كله في مقامه؟ فقال عمرو بن عبسة: يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي من حاجة أكذب على الله وعلى رسوله -صلى الله عليه وسلم- لو لم أسمعه من رسول الله إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا. لقد سمعته سبعا أو ثمانيا أو أكثر من ذلك.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني الحجاج بن صفوان عن ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة السلمي قال: رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية وذلك أنها باطل. فلقيت رجلا من الكتاب من أهل تيماء فقلت: إني امرؤ ممن يعبد الحجارة فينزل الحي ليس معهم إله فيخرج الرجل منهم فيأتي بأربعة أحجار فينصب ثلاثة لقدره ويجعل أحسنها إلها يعبده. ثم لعله يجد ما هو أحسن منه قبل أن يرتحل فيتركه ويأخذ غيره إذا نزل منزلا سواه. فرأيت أنه إله باطل لا ينفع ولا يضر فدلني على خير من هذا. فقال: يخرج من مكة رجل يرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها. فإذا رأيت ذلك فاتبعه فإنه يأتي بأفضل الدين. فلم تكن لي همة منذ قال لي ذلك إلا مكة فآتي فأسأل: هل حدث فيها حدث؟ فيقال: لا. ثم قدمت مرة فسألت فقالوا حدث فيها رجل يرغب عن آلهة قومه ويدعو إلى غيرها. فرجعت إلى أهلي فشددت راحلتي برحلها ثم قدمت منزلي الذي كنت أنزل بمكة. فسألت عنه فوجدته مستخفيا ووجدت قريشا عليه أشداء. فتلطفت حتى دخلت عليه فسألته فقلت: أي شيء أنت؟ قال:، نبي،. قلت: ومن أرسلك؟ قال:، الله،. قلت: وبم أرسلك؟ قال:، بعبادة الله وحده لا شريك له وبحقن الدماء وبكسر الأوثان. وصلة الرحم. وأمان السبيل،. فقلت: نعم ما أرسلت به قد آمنت بك وصدقتك. أتأمرني أمكث معك أو أنصرف؟ فقال:، ألا ترى كراهة الناس ما جئت به؟ فلا تستطيع أن تمكث. كن في أهلك فإذا سمعت بي قد خرجت مخرجا فاتبعني،. فمكثت في أهلي حتى إذا خرج إلى المدينة سرت إليه فقدمت المدينة فقلت: يا نبي الله أتعرفني؟