للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دعاء في الأرض تقول: أعطني كذا وكذا وافعل بي كذا وكذا. ثم قالت في آخر ذلك:

يا أساف ويا نائلة. قال أبو ذر: أنكحي أحدهما صاحبه. فتعلقت به وقالت: أنت صابئ. فجاء فتية من قريش فضربوه. وجاء ناس من بني بكر فنصروه وقالوا: ما لصاحبنا يضرب وتتركون صباتكم؟ فتحاجزوا فيما بينهم فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:

يا رسول الله أما قريش فلا أدعهم حتى أثأر منهم. ضربوني. فخرج حتى أقام بعسفان وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقى أحمالها فجمعوا الحنط. قال يقول أبو ذر لقومه: لا يمس أحد حبة حتى تقولوا لا إله إلا الله.

فيقولون لا إله إلا الله ويأخذون الغرائر.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي ذر قال: كنت في الإسلام خامسا.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني نجيح أبو معشر عن محمد بن قيس عن حكام بن أبي الوضاح البصري قال: كان إسلام أبي ذر رابعا أو خامسا.

قال: أخبرنا عمرو بن حكام البصري قال: حدثنا المثنى بن سعيد القسام القصير قال: أخبرنا أبو جمرة الضبعي أن ابن عباس أخبرهم ببدء إسلام أبي ذر قال:

لما بلغه أن رجلا خرج بمكة يزعم أنه نبي. أرسل أخاه فقال: اذهب فأتني بخبر هذا الرجل وبما تسمع منه. فانطلق الرجل حتى أتى مكة فسمع من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

فرجع إلى أبي ذر فأخبره أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأمر بمكارم الأخلاق.

فقال أبو ذر: ما شفيتني. فخرج أبو ذر ومعه شنة فيها ماؤه وزاده حتى أتى مكة ففرق أن يسأل أحدا عن شيء ولما يلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأدركه الليل فبات في ناحية المسجد. فلما اعتم مر به علي فقال: ممن الرجل؟ قال: رجل من بني غفار.

قال: قم إلى منزلك. قال فانطلق به إلى منزله ولم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء.

وغدا أبو ذر يطلب النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يلقه. وكره أن يسأل أحدا عنه. فعاد فنام حتى أمسى فمر به علي فقال: أما آن للرجل أن يعرف منزله؟ فانطلق به فبات حتى أصبح لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء. فأصبح اليوم الثالث فأخذ على علي لئن أفشى إليه الذي يريد ليكتمن عليه وليسترنه. ففعل فأخبره أنه بلغه خروج هذا الرجل يزعم أنه نبي. فأرسلت أخي ليأتيني بخبره وبما سمع منه فلم يأتني بما يشفيني من حديثه.

<<  <  ج: ص:  >  >>