ولكنه كان يقول: أيام تشاغل فأحب أن أخلو للعبادة. فكان يتنحى فيخلو للعبادة.
قالت فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه. قالت وكان يصلي حتى تورم قدماه. قالت وسمعته يقول: الطاعون والبطن والنفساء والغرق. من مات فيهن مسلما فهي له شهادة.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا عاصم الأحول عن الشعبي عن مسروق قال: سمع سائلا يذكر الزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة. قال فكره مسروق أن يعطيه على ذلك شيئا وخاف أن لا يكون منهم. قال فقال له: سل فإنه يعطيك البر والفاجر.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا حفص بن غياث عن إسماعيل عن أبي إسحاق قال: قال مسروق: لولا بعض الأمر لأقمت على أم المؤمنين مناحة.
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن قال: حدثنا المسعودي عن بكير بن أبي بكير عن أبي الضحى أن مسروقا شفع لرجل بشفاعة فأهدى له جارية فغضب وقال: لو علمت أن هذا في نفسك ما تكلمت فيها ولا أتكلم فيما بقي منها أبدا! سمعت عبد الله بن مسعود يقول: من شفع شفاعة ليرد بها حقا أو يدفع بها ظلما فأهدى له فقبل فذلك السحت. قالوا: ما كنا نرى السحت إلا الأخذ على الحكم. قال: الأخذ على الحكم كفر.
قال: أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن مسروق أنه زوج ابنته السائب بن الأقرع واشترط لنفسه عشرة آلاف.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: حدثنا إسرائيل قال: حدثنا أبو إسحاق أن مسروقا زوج ابنته السائب على عشرة آلاف اشترطها لنفسه وقال: جهز امرأتك من عندك. قال وجعلها مسروق في المجاهدين والمساكين والمكاتبين.
قال: أخبرنا سعيد بن منصور قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري قال:
حدثني حمزة بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: بلغني أن مسروق بن الأجدع أخذ بيد ابن أخ له فارتقى به على كناسة بالكوفة فقال: ألا أريكم الدنيا؟ هذه الدنيا أكلوها فأفنوها. لبسوها فأبلوها. ركبوها فأنضوها. سفكوا فيها دماءهم واستحلوا فيها محارمهم وقطعوا فيها أرحامهم.