قال محمد بن سعد: وقد روى أيضا سعيد بن جبير عن ابن عمر وابن عباس وغيرهما.
قال: أخبرنا روح بن عباده قال: أخبرنا شعبة عن سليمان عن مجاهد قال: قال ابن عباس لسعيد بن جبير: حدث. فقال: أحدث وأنت هاهنا؟ فقال: أوليس من نعمة الله عليك أن تتحدث وأنا شاهد فإن أصبت فذاك وإن أخطأت علمتك؟.
قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثنا عبد الله بن معدان قال:
حدثني الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير أنه كان يسائل ابن عباس قبل أن يعمى فلم يستطع أن يكتب معه. فلما عمى ابن عباس كتب. فبلغه ذلك فغضب.
قال: أخبرنا يحيى بن عباد قال: حدثنا يعقوب بن عبد الله قال: حدثنا جعفر ابن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير قال: ربما أتيت ابن عباس فكتبت في صحيفتي حتى أملأها وكتبت في نعلي حتى أملأها وكتبت في كفي. وربما أتيته فلم أكتب حديثا حتى أرجع. لا يسأله أحد عن شيء.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا عمرو بن أبي المقدام عن مؤذن بني وادعة قال: دخلت على عبد الله بن عباس وهو متكئ على مرفقة من حرير.
وسعيد بن جبير عند رجليه وهو يقول له: انظر كيف تحدث عني فإنك قد حفظت عني حديثا كثيرا.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا يعقوب القمي عن جعفر ابن أبي المغيرة قال: كان ابن عباس بعد ما عمى إذا أتاه أهل الكوفة يسألونه قال:
تسألوني وفيكم ابن أم دهماء؟.
قال يعقوب: يعني سعيد بن جبير.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال:
حدثنا أبو حصين قال: سألت سعيد بن جبير قلت: أكل ما أسمعك تحدث سألت عنه ابن عباس؟ فقال: لا. كنت أجلس ولا أتكلم حتى أقوم. فيتحدثون فأحفظ.
قال: أخبرنا عبد العزيز بن الخطاب الضبي قال: حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال: كنت آتي ابن عباس فاكتب عنه.