بكر قال: إني لأرجو أن أعيش عيش الأغنياء وأموت موت الفقراء. قال: وكان كذلك يلبس كسوته ثم يجيء إلى المساكين فيجلس معهم يحدثهم. قال: ويقول إنهم يفرحون بذاك.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا معتمر قال: سمعت أبي يذكر أن بكر ابن عبد الله كانت قيمة كسوته أربعة آلاف وكانت أمه ذات ميسرة. وكان لها زوج كثير المال. وكان يكره أن يرد عليها شيئا.
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن كلثوم بن جوشن قال: اشترى بكر بن عبد الله طيلسانا بأربع مائة درهم فأراد الخياط أن يقطعه فذهب ليذر عليه ترابا فقال له بكر: كما أنت. فأمر بكافور فسحق ثم ذره عليه.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا عتبة بن عبد الله العنبري قال: سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول في دعائه: أصبحت لا أملك ما أرجو ولا أدفع عن نفسي ما أكره. أمري بيد غيري. ولا فقير أفقر مني. ثم يقول: يا ابن آدم ارج رجاء لا يؤمنك مكر الله وأشفق شفقة لا تؤيسك من رحمة الله.
قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا أبو الأشهب قال: سمعت بكر بن عبد الله يقول في دعائه: اللهم ارزقنا من فضلك رزقا تزيدنا به لك شكرا وإليك فاقة وفقرا وبك عمن سواك غناء وتعففا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا أبو هلال قال: لما كان يوم الجمعة دخل الناس على بكر يعودونه ويجلسون فقال بكر: المريض يعاد والصحيح يزار.
قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدثنا زياد بن أبي مسلم أبو عمر قال: رأيت بكر بن عبد الله يخضب بالسواد.
قال: أخبرنا مؤمل بن إسماعيل قال: مات بكر بن عبد الله سنة ست ومائة.
قال: وسمعت غيره يقول: مات في سنة ثمان ومائة. وهو أثبت عندنا.
قال: أخبرنا علي بن محمد عن مبارك بن فضالة قال: حضر الحسن جنازة بكر ابن عبد الله وهو على حمار فرأى الناس يزدحمون فقال: ما يوزرون أكثر مما يؤجرون.
كان القوم ينظرون فإن قدروا على حمل الجنازة أعقبوا إخوانهم.