للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخبرنا بكار بن محمد قال: كان ابن عون قد سمع بالكوفة علما كثيرا فعرضه على محمد فما قال محمد: ما أحسن هذا! حدث به. وما كان سوى ذلك أمسك عنه حتى مات. وكان إذا حدث بالحديث تخشع عنده حتى ترحمه مخافة أن يزيد أو ينقص.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا إسماعيل بن عليه قال: سمعت ابن عون يقول: أعوذ بالله من علم الشيوخ!.

قال: وقال أبو قطن سمعت ابن عون يقول: وددت أني خرجت منه كفافا. يعني العلم.

أخبرنا بكار بن محمد قال: قال لي ابن عون: يا ابن أخي قد قطعوا على الطريق ما أقدر أن أخرج لحاجة. يعني مما يسألونه عن الحديث.

قال بكار: وكان لابن عون إخوان يأتونه فيأذن لهم خاصة ولا يأذن للجماعة.

أخبرنا بكار بن محمد قال: كان ابن عون إذا جاءه إخوانه فسلموا عليه كأن على رؤوسهم الطير لهم خشوع وخضوع ليس أراه لأحد. وكان يرد عليهم: وعليكم السلام ورحمة الله. وكان لا يدع أحدا من أصحاب الحديث ولا غيرهم يتبعه. واتبع ابن عون محمد بن سيرين يوما فقال: ألك حاجة؟ قال: لا. قال: فانصرف.

أخبرنا بكار بن محمد قال: ما رأيت ابن عون يمازح أحدا ولا يماري أحدا ولا ينشد شعرا. وكان مشغولا بنفسه.

قال: أخبرنا بكار بن محمد قال: كان ابن عون إذا صلى الغداة يمكث مستقبل القبلة في مجلسه يذكر الله. فإذا طلعت الشمس صلى ثم أقبل على أصحابه.

قال بكار: وما رأيت ابن عون شاتما أحدا قط عبدا ولا أمة ولا شاة ولا دجاجة ولا شيئا ولا رأيت أحدا أملك للسانه منه.

أخبرنا بكار بن محمد قال: ما سمعت ابن عون ذاكرا بلال بن أبي بردة بشيء قط. ولقد بلغني أن قوما قالوا: يا أبا عون بلال فعل. فقال: إن الرجل يكون مظلوما فلا يزال يقول حتى يكون ظالما. ما أظن أحدا منكم أشد على بلال مني. قال: وكان بلال قد ضربه بالسياط لأنه كان تزوج امرأة عربية.

أخبرنا بكار بن محمد قال: صحبت ابن عون دهرا من الدهر حتى مات.

<<  <  ج: ص:  >  >>