لا حجر لها على أبوابها مسوح الشعر. ذرعت الستر فوجدته ثلاث أذرع في ذراع والعظم أو أدنى من العظم. فأما ما ذكرت من كثرة البكاء فلقد رأيتني في مجلس فيه نفر من أبناء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وخارجة بن زيد وإنهم ليبكون حتى أخضل لحاهم الدمع. وقال يومئذ أبو أمامة: ليتها تركت فلم تهدم حتى يقصر الناس عن البناء ويروا ما رضي الله لنبيه ومفاتيح خزائن الدنيا بيده.
أخبرنا محمد بن عمر عن عبد الله بن عامر الأسلمي قال: قال لي أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهو في مصلاه فيما بين الأسطوان التي تلي حرف القبر التي تلي الأخرى إلى طريق باب رسول الله: هذا بيت زينب بنت جحش وكان رسول الله يصلي فيه. وهذا الصف كله إلى باب أسماء بنت حسن بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس اليوم إلى رحبة المسجد. فهذه بيوته رأيتها بالجريد قد طرت بالطين عليها مسوح الشعر.