المدينة. قالت: فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لأبي بكر والله ما أجد شيئا أربطه به إلا نطاقي. قال: فشقيه باثنين فاربطي بواحد السقاء وبالآخر السفرة.
ففعلت فلذلك سميت ذات النطاقين.
أخبرنا أبو أسامة. حدثنا هشام بن عروة عن أبيه أن أهل الشام كانوا يقاتلون ابن الزبير ويصيحون به يا بن ذات النطاقين. فقال ابن الزبير: تلك شكاة ظاهر عنك عارها. فقالت له أسماء: عيروك به؟ قال: نعم. قالت: فهو والله حق.
أخبرنا أبو أسامة. حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت:
تزوجني الزبير وما له في الأرض مال ولا مملوك ولا شيء غير فرسه. قالت: فكنت أعلف فرسه وأكفيه مؤونته وأسوسه وأدق النوى الناضحة وأعلفه وأسقيه الماء وأخرز غربة وأعجن ولم أكن أحسن أخبز فكان يخبز جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق. قالت: وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على رأسي وهي على ثلثي فرسخ. قالت: فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيت رسول الله ومعه نفر من أصحابه فدعا لي ثم قال: أخ أخ. ليحملني خلفه. فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته. قالت: وكان من أغير الناس. قالت فعرف رسول الله أني قد استحييت فمضى. فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب معه فاستحييت وعرفت غيرتك. فقال: والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه. قالت: حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني سياسة الفرس فكأنما أعتقني.
أخبرنا كثير بن هشام. حدثنا الفرات بن سلمان عن عبد الكريم عن عكرمة وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي. حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن عكرمة أن أسماء بنت أبي بكر كانت تحت الزبير بن العوام. وكان شديدا عليها فأتت أباها فشكت ذلك إليه فقال: يا بنية اصبري فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تزوج بعده جمع بينهما في الجنة.
أخبرنا حجاج بن محمد وأبو عاصم النبيل ومحمد بن عبد الله الأنصاري عن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي مليكة عن عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره عن أسماء بنت أبي بكر أنها جاءت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا نبي الله ليس في بيتي شيء إلا