للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أقبل ابن قميئة. وقد ولى الناس عن رسول الله. يصيح: دلوني على محمد فلا نجوت إن نجا. فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه. فكنت فيهم فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان.

فكان ضمرة بن سعيد المازني يحدث عن جدته. وكانت قد شهدت أحدا تسقي الماء. قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:، لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان،. وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال وإنها لحاجزة ثوبها على وسطها حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا. وكانت تقول: إني لأنظر إلى ابن قميئة وهو يضربها على عاتقها. وكان أعظم جراحها فداوته سنة. ثم نادى منادي رسول الله إلى حمراء الأسد فشدت عليها ثيابها فما استطاعت من نزف الدم. ولقد مكثنا ليلتنا نكمد الجراح حتى أصبحنا. فلما رجع رسول الله من الحمراء ما وصل رسول الله إلى بيته حتى أرسل إليها عبد الله بن كعب المازني يسأل عنها فرجع إليه يخبره بسلامتها.

فسر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-.

أخبرنا محمد بن عمر. أخبرنا عبد الجبار بن عمارة عن عمارة بن غزية قال:

قالت أم عمارة: قد رأيتني وانكشف الناس عن رسول الله فما بقي إلا في نفير ما يتمون عشرة. وأنا وابناي وزوجي بين يديه نذب عنه. والناس يمرون به منهزمين.

ورآني لا ترس معي فرأى رجلا موليا معه ترس فقال لصاحب الترس: ألق ترسك إلى من يقاتل. فألقى ترسه فأخذته فجعلت أتترس به عن رسول الله. وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحاب الخيل. لو كانوا رجالة مثلنا أصبناهم إن شاء الله. فيقبل رجل على فرس فضربني وتترست له فلم يصنع سيفه شيئا. وولى. وأضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره. فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يصيح:، يا بن أم عمارة أمك أمك!، قالت: فعاونني عليه حتى أوزدته شعوب.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن عمرو بن يحيى عن أمه عن عبد الله بن زيد قال: جرحت يومئذ جرحا في عضدي اليسرى. ضربني رجل كأنه الرقل ولم يعرج علي ومضى عني. وجعل الدم لا يرقأ.

فقال رسول الله: اعصب جرحك. فتقبل أمي إلي ومعها عصائب في حقويها قد أعدتها للجراح فربطت جرحي. والنبي واقف ينظر إلي. ثم قالت: انهض بني فضارب القوم. فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:، ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة!، قالت:

<<  <  ج: ص:  >  >>