للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقتلوا ابن أبي ذر. وجاء الصريخ فنادى: الفزع الفزع! فنودي: يا خيل الله اركبي.

وكان أول ما نودي بها. وركب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فخرج غداة الأربعاء في الحديد مقنعا فوقف. فكان أول من أقبل إليه المقداد بن عمرو وعليه الدرع والمغفر شاهرا سيفه. فعقد له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لواء في رمحه وقال:، امض حتى تلحقك الخيول.

أنا على أثرك،. واستخلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة عبد الله ابن أم مكتوم وخلف سعد بن عباده في ثلاثمائة من قومه يحرسون المدينة. قال المقداد: فخرجت فأدركت أخريات العدو وقد قتل أبو قتادة مسعدة فأعطاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرسه وسلاحه.

وقتل عكاشة بن محصن أثار بن عمرو بن أثار. وقتل المقداد بن عمرو حبيب بن عيينة بن حصن وقرفة بن مالك بن حذيفة بن بدر. وقتل من المسلمين محرز بن نضلة قتله مسعدة. وأدرك سلمة بن الأكوع القوم وهو على رجليه فجعل يراميهم بالنبل ويقول: خذها!

وأنا ابن الأكوع … اليوم يوم الرضع!

حتى انتهى بهم إلى ذي قرد. وهي ناحية خيبر مما يلي المستناخ. قال سلمة:

فلحقنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والناس والخيول عشاء فقلت: يا رسول الله إن القوم عطاش فلو بعثتني في مائة رجل استنقذت ما بأيديهم من السرح وأخذت بأعناق القوم. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:، ملكت فأسجح،. ثم قال:، إنهم الآن ليقرون في غطفان،. وذهب الصريخ إلى بني عمرو بن عوف فجاءت الأمداد فلم تزل الخيل تأتي والرجال على أقدامهم وعلى الإبل حتى انتهوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذي قرد فاستنقذوا عشر لقائح وأفلت القوم بما بقي وهي عشر. وصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذي قرد صلاة الخوف وأقام به يوما وليلة يتحسس الخبر. وقسم في كل مائة من أصحابه جزورا ينحرونها. وكانوا خمسمائة. ويقال سبعمائة. وبعث إليه سعد بن عباده بأحمال تمر وبعشر جزائر فوافت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذي قرد. والثبت عندنا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمر على هذه السرية سعد بن زيد الأشهلي. ولكن الناس نسبوها إلى المقداد لقول حسان بن ثابت:

غداة فوارس المقداد

فعاتبه سعد بن زيد فقال: اضطرني الروي إلى المقداد. ورجع رسول الله.

-صلى الله عليه وسلم-. إلى المدينة يوم الاثنين وقد غاب خمس ليال.

<<  <  ج: ص:  >  >>