فدخل المسجد مغضبا فضرب رأس أبي جهل بالقوس ضربة أوضحت في رأسه. وأسلم حمزة فعز به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون وذلك بعد دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار أرقم في السنة السادسة من النبوة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: أخبرنا محمد بن صالح عن عمران بن مناح. قال: لما هاجر حمزة بن عبد المطلب إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم.
قال محمد بن صالح. وقال عاصم بن عمر بن قتادة: نزل على سعد بن خيثمة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر قال: آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة. وإليه أوصى حمزة بن عبد المطلب يوم أحد حين حضر القتال.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني شعيب بن عباده عن يزيد بن رومان قال: أول لواء عقده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قدم المدينة لحمزة بن عبد المطلب. بعثه سرية في ثلاثين راكبا حتى بلغوا قريبا من سيف البحر. يعترض لعير قريش وهي منحدرة إلى مكة قد جاءت من الشام وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة راكب.
فانصرف ولم يكن بينهم قتال.
قال محمد بن عمر. وهو الخبر المجمع عليه عندنا. إن أول لواء عقده رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحمزة بن عبد المطلب.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه. قال: كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة. قال محمد بن عمر: وحمل حمزة لواء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بني قينقاع ولم يكن الرايات يومئذ.
وقتل. رحمه الله. يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرا من الهجرة وهو يومئذ ابن تسع وخمسين سنة. كان أسن من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأربع سنين. وكان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير. قتله وحشي بن حرب وشق بطنه. وأخذ كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة. فمضغتها. ثم لفظتها. ثم جاءت فمثلت بحمزة. وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك وبكبده مكة.
وكفن حمزة في بردة. فجعلوا إذا خمروا بها رأسه بدت قدماه. وإذا خمروا بها