للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بكر بنت المسور عن أبيها قال: لما ولي عبد الرحمن بن عوف الشورى كان أحب الناس إلي أن يليه. فإن تركه فسعد بن أبي وقاص. فلحقني عمرو بن العاص فقال:

ما ظن خالك بالله أن ولي هذا الأمر أحدا وهو يعلم أنه خير منه. قال فقال لي ما أحب. فأتيت عبد الرحمن فذكرت ذلك له. فقال: من قال ذلك لك؟ فقلت: لا أخبرك. فقال: لئن لم تخبرني لا أكلمك أبدا. فقلت: عمرو بن العاص. فقال عبد الرحمن: فو الله لأن تؤخذ مدية فتوضع في حلقي ثم ينفذ بها إلى جانب الآخر أحب إلي من ذلك.

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو المعلى الجزري عن ميمون بن مهران عن ابن عمر أن عبد الرحمن بن عوف قال لأصحاب الشورى: هل لكم إلى أن أختار لكم وأتفصى منها؟ فقال علي: نعم. أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول، أنت أمين في أهل السماء وأمين في أهل الأرض،.

قالوا: لما استخلف عمر بن الخطاب سنة ثلاث عشرة بعث تلك السنة على الحج عبد الرحمن بن عوف فحج بالناس وحج مع عمر أيضا آخر حجة حجها عمر سنة ثلاث وعشرين. وأذن عمر تلك السنة لأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحج فحملن في الهوادج وبعث معهن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف. فكان عثمان يسير على راحلته أمامهن فلا يدع أحدا يدنو منهن. وكان عبد الرحمن بن عوف يسير من ورائهن على راحلته فلا يدع أحدا يدنو منهن. وينزلن مع عمر كل منزل فكان عثمان وعبد الرحمن ينزلان بهن في الشعاب فيقبلانهن الشعاب وينزلان هما في أول الشعب فلا يتركان أحدا يمر عليهن. فلما استخلف عثمان بن عفان سنة أربع وعشرين بعث تلك السنة على الحج عبد الرحمن بن عوف فحج بالناس.

قال: أخبرنا محمد بن كثير العبدي قال: أخبرنا سليمان بن كثير عن الزهري عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: أغمي على عبد الرحمن بن عوف ثم أفاق فقال: أغشي علي؟ قالوا: نعم. قال: فإنه أتاني ملكان أو رجلان فيهما فظاظة وغلظة فانطلقا بي ثم أتاني رجلان أو ملكان هما أرق منهما وأرحم فقالا: أين تريدان به؟

قالا: نريد به العزيز الأمين. قالا: خليا عنه فإنه ممن كتبت له السعادة وهو في بطن أمه.

قال: أخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن الزهري عن حميد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>