ولايتي أبدا ولا خرج أبو بكر منهن عند الموت وأردهن أنا على عياله. الموت أقرب من ذلك.
قال: أخبرنا أبو أسامة حماد بن أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنها قالت لما مرض أبو بكر:
من لا يزال دمعه مقنعا … فإنه لا بد مرة مدفوق
فقال أبو بكر: ليس كذلك أي بنية ولكن جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا هارون بن أبي إبراهيم قال: أخبرنا عبد الله بن عبيد أن أبا بكر أتته عائشة وهو يجود بنفسه فقالت: يا أبتاه هذا كما قال حاتم:
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فقال: يا بنية قول الله أصدق. جاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ. إذا أنا مت فاغسلي أخلاقي فاجعليها أكفاني. فقالت: يا أبتاه قد رزق الله وأحسن. نكفنك في جديد. قال: إن الحي هو أحوج يصون نفسه ويقنعها من الميت. إنما يصير إلى الصديد وإلى البلى.
قال: وأخبرنا روح بن عباده قال: أخبرنا هشام بن حسان عن بكر بن عبد الله المزني قال: بلغني أن أبا بكر الصديق لما مرض فثقل قعدت عائشة عند رأسه فقالت:
كل ذي إبل موروثها … وكل ذي سلب مسلوب
فقال: ليس كما قلت يا بنتاه ولكن كما قال الله. وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ.
قال: أخبرنا عفان قال: أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقضي:
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه … ربيع اليتامى عصمة للأرامل