للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأنت رجل من الروم وتطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال؟ فقال صهيب:

إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كناني أبا يحيى. وأما قولك في النسب وادعائي إلى العرب فإني رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل ولكن سبيت. سبتني الروم غلاما صغيرا بعد أن عقلت أهلي وقومي وعرفت نسبي. وأما قولك في إطعام وإسرافي فيه فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول، إن خياركم من أطعم الطعام ورد السلام،.

فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام. قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه قال عمار بن ياسر: لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

فيها فقلت: ما تريد؟ فقال لي: ما تريد أنت؟ فقلت: أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه. قال: وأنا أريد ذلك. قال فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا. ثم مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا. ثم خرجنا ونحن مستخفون.

فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال: كان صهيب بن سنان من المستضعفين من المؤمنين الذين كانوا يعذبون في الله بمكة.

قال: أخبرنا هوذة بن خليفة قال: أخبرنا عوف عن أبي عثمان النهدي قال:

بلغني أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له أهل مكة: أتيتنا هاهنا صعلوكا حقيرا فكثر مالك عندنا وبلغت ما بلغت ثم تنطلق بنفسك ومالك؟ والله لا يكون ذلك. فقال: أرأيتم إن تركت مالي تخلون أنتم سبيلي؟ قالوا: نعم. فجعل لهم ماله أجمع. فبلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال ربح صهيب. ربح صهيب.

قال: أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل قالوا:

أخبرنا حماد بن زيد قال: أخبرني علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: أقبل صهيب مهاجرا نحو المدينة واتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا. وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء. فافعلوا ما شئتم. فإن شئتم دللتكم على مالي وخليتم سبيلي.

قالوا: نعم. ففعل. فلما قدم على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ربح البيع أبا يحيى. ربح

<<  <  ج: ص:  >  >>