الله - صلى الله عليه وسلم -: "انطلق فاشتر نفسك" فأتيت صاحبي فقلت: بعني نفسي، قال: نعم أبيعك نفسك بأن تغرس مائة نخلة، إذا أثبتت وتبين ثباتها، أو انبتت وتبين نباتها جئتني بوزن نواة من ذهب، فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، قال:"فأعطه الذي سألك وجئني بدلو من ماء البئر الذي يسقي أو تسقي به ذلك النخل" قال: فانطلقت إلى الرجل فابتعت منه نفسي فشرطت له الذي سألني وجئت بدلو من ماء البئر الذي يسقي به ذلك النخل فأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - فدعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه، فانطلقت فغرست به ذلك النخل، فوالله ما غدرت منه نخلة واحدة، فلما تبين ثبات النخل أو نبات النخل أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته أن قد تبين ثبات النخل أو نباته، فدعا لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوزن نواة من ذهب فأعطانيها، فذهبت بها إلى الرجل في كفة الميزان ووضع له نواة في الجانب الآخر، فوالله ما قلت من الأرض، فأتيت بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:"لو كنت شرطت له وزن كذا وكذا لرجحت تلك القطعة عليه". قال: فانطلقت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فكنت معه (١).
رواه الثوري، عن عبيد المكتب مختصرًا. ورواه مسلم بن الصلت العبدي، عن أبي الطفيل مطولًا.
٣٤٩٧ - حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو حبيب يحيى بن نافع المصري، ثنا سعيد بن أبي مريم، ثنا ابن لهيعة، حدثني يزيد بن أبي حبيبة، ثنا مسلم بن الصلت العبدي، عن أبي الطفيل البكري، أن سلمان الخير حدثه، قال: كنت رجلًا من أهل جيء - مدينة أصبهان - فبينا أنا إذ ألقى الله تعالى في قلبي من خلق السموات والأرض فأتيت رجلًا لم يكن يكلم الناس يتحرج، فسألته: أي الدين أفضل؟ فقال: ما لك ولهذا الحديث، أتريد دينًا غير دين أبيك؟ فقلت: لا، ولكن أحب أن أعلم من رب السموات والأرض، وأي دين أفضل؟ قال: ما أعلم أحدًا على هذا غير راهب بالموصل، قال: فذهبت إليه فكنت عنده، فإذا هو قد أقتر عليه في الدنيا، فكان
(١) أخرجه الحاكم (٣/ ٦٠٣ - ٦٠٤)، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي فقال: ابن عبد القدوس ساقط.