للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: دخل البيت فصلى، أولى ممن روى أنه لم يصلِّ (١).

واحتج: بما رُوي عن عمر - رضي الله عنه -: أنه قال: الجمع بين الصلاتين من الكبائر (٢)، ولا يُعرف له مخالف.

والجواب: أنا قد روينا عن ابن عمر، وابن عباس - رضي الله عنهم - خلافَ هذا، وعلى أن المشهور عنه: أنه قال: الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر، وروى ابن المنذر (٣) عن عمر - رضي الله عنه -: أنه قال: إن جمعًا (٤) بين


(١) صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - داخل الكعبة بين الأسطوانتين: أخرجه البخاري في كتاب: الصلاة، باب: الأبواب والغلق للكعبة، رقم (٤٦٨)، ومسلم في كتاب: الحج، باب: استحباب دخول الكعبة للحاج، رقم (١٣٢٩)، ومضى في (١/ ٣٣١) رواية ابن عباس - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل فيها.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه رقم (٤٤٢٢) بزيادة: "إلا من عذر"، وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٤٢٤) في كتاب من عمر إلى أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما - بلفظ: "اعلم أن جمعًا بين الصلاتين من الكبائر"، وضعفه ابن المنذر؛ لانقطاع إسناده. ينظر: الأوسط (٢/ ٤٢٥)، وأخرجه البيهقي في الكبرى، كتاب: الصلاة، باب: ذكر الأثر الذي روي في أن الجمع من غير عذر من الكبائر، رقم (٥٥٥٩ و ٥٥٦٠) من طريقين: الأول قال فيه: (مرسل، أبو العالية لم يسمع من عمر - رضي الله عنه -)، وقال عن الثاني: (أبو قتادة العدوي أدرك عمر - رضي الله عنه -، فإن كان شهده كتب، فهو موصول، وإلا، فهو إذا انضم إلى الأول، صار قويًا).
(٣) في الأوسط (٢/ ٤٢٤)، وينظر: حاشية رقم (٢).
(٤) في الأصل: جمعنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>