للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمعة فيها.

واحتج: بأنها ليست بمصر، فهي كالبوادي ومناهل (١) الأعراب.

والجواب: أن الأعراب لا جمعة عليهم كما ذكرت، وقد نص عليه أحمد - رحمه الله - في رواية أبي النضر (٢) عنه: ليس على أهل البادية جمعة؛ لأنهم يتنقلون (٣). فعلى هذا المعنى فيهم أن الحلة ليست بدار مقام واستقرار؛ بدليل: أنهم لو خرجوا منها، حملوها مع نفوسهم، وليس كذلك في مسألتنا؛ فإن البناء دار مقام واستقرار؛ بدليل: أنهم لو خرجوا منها، لم يمكنهم نقلها مع نفوسهم، وعلى أن أصحاب أبي حنيفة (٤) - رحمهم الله - شرطوا الجامع والمنبر، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإقامة


(١) المنهل: المورد، وهو عين ماء ترده الإبل في المراعي. وتسمى المنازل التي في المفاوز على طُرق السُّفّار: مناهل؛ لأن فيها ماء. ينظر: الصحاح (نهل).
(٢) في الأصل: النصر. وصوبه محقق الطبقات بأنه (النضر). ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ٢٧٦).
وأبو النضر هو: إسماعيل بن عبد الله بن ميمون، أبو النضر العجلي، نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة، توفي سنة ٢٧٠ هـ. ينظر: الطبقات (١/ ٢٧٦)، والمقصد الأرشد (١/ ٢٦٣).
(٣) ينظر: الأحكام السلطانية ص ١٠٠، والفروع (٣/ ١٣٧)، والمبدع (٢/ ١٥٠).
(٤) ينظر: مختصر اختلاف العلماء (١/ ٣٢٩)، ومختصر القدوري ص ١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>