للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمر: فقلت لأبي بكر ابسط يدك. فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار ونزونا على سعد بن عباده وكان مزملا بين ظهرانيهم فقلت: ما له؟

فقالوا: وجع. قال قائل منهم: قتلتم سعدا. فقلت: قتل الله سعدا. أنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمرنا أقوى من مبايعة أبي بكر. خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعه أن يبايعوا بعدنا فإما أن نبايعهم على ما لا نرضى وأما أن نخالفهم فيكون فسادا.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن أبا بكر بعث إلى سعد بن عباده أن أقبل فبايع فقد بايع الناس وبايع قومك. فقال: لا والله لا أبايع حتى أراميكم بما في كنانتي وأقاتلكم بمن تبعني من قومي وعشيرتي. فلما جاء الخبر إلى أبي بكر قال بشير بن سعد: يا خليفة رسول الله إنه قد أبى ولج وليس بمبايعكم أو يقتل ولن يقتل ولن يقتل الخزرج حتى تقتل الأوس. فلا تحركوه فقد استقام لكم الأمر فإنه ليس بضاركم إنما هو رجل وحده ما ترك. فقبل أبو بكر نصيحة بشير. فترك سعدا. فلما ولي عمر لقيه ذات يوم في طريق المدينة فقال: إيه يا سعد. فقال سعد: إيه يا عمر. فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحبه؟ فقال سعد: نعم أنا ذاك وقد أفضى إليك هذا الأمر. كان والله صاحبك أحب إلينا منك وقد والله أصبحت كارها لجوارك. فقال عمر: إنه من كره جوار جاره تحول عنه فقال سعد: أما إني غير مستنسئ بذلك وأنا متحول إلى جوار من هو خير منك.

قال فلم يلبث إلا قليلا حتى خرج مهاجرا إلى الشام في أول خلافة عمر بن الخطاب فمات بحوران.

أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا يحيى بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عباده عن أبيه قال: توفي سعد بن عباده بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف من خلافة عمر. قال محمد بن عمر: كأنه مات سنة خمس عشرة. قال عبد العزيز: فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان في بئر منبه أو بئر سكن وهم يقتحمون نصف النهار في حر شديد قائلا يقول من البئر:

قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده … ورميناه بسهمين فلم نخط فؤاده

فذعر الغلمان فحفظوا ذلك اليوم فوجدوه اليوم الذي مات فيه سعد فإنما جلس يبول في نفق فاقتتل فمات من ساعته. ووجدوه قد أخضر جلده.

أخبرنا يزيد بن هارون عن سعيد بن أبي عروبة قال: سمعت محمد بن سيرين

<<  <  ج: ص:  >  >>