للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لم يكن لي فيها حاجة. قال فعلم أنه لا يريد القتال. قال: هل لك أن تبايع لمن قد كاد الناس أن يجتمعوا عليه ويكتب لك من الأرضين ومن الأموال ما لا تحتاج أنت ولا ولدك إلى ما بعده؟ فقال: أف لك. اخرج من عندي. ثم لا تدخل على! ويحك إن ديني ليس بديناركم ولا درهمكم وإني أرجو أن أخرج من الدنيا ويدي بيضاء نقية.

قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا الفرات بن سلمان عن ميمون قال:

وأخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون قال: سألت نافعا هل كان ابن عمر يجمع على المأدبة؟ قال: ما فعل ذلك إلا مرة. انكسرت ناقة له فنحرها ثم قال لي: احشر على أهل المدينة. فقلت: يا سبحان الله! على أي شيء تحشرهم وليس عندك خبز؟ فقال: اللهم غفرا. تقول هذا لحم وهذا مرق فمن شاء أكل ومن شاء ترك.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال:

دخلت على ابن عمر فقومت كل شيء في بيته من فراش أو لحاف أو بساط وكل شيء عليه فما وجدته يسوي ثمن طيلساني هذا. قال أبو المليح: فبيع طيلسان ميمون حين مات في ميراثه بمائة درهم. قال أبو المليح: كانت الطيالسة كردية يلبس الرجل الطيلسان ثلاثين سنة ثم يقلبه أيضا.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن ميمون عن نافع أن ابن عمر كان يجمع أهل بيته على جفنته كل ليلة. قال فربما سمع بنداء مسكين فيقوم إليه بنصيبه من اللحم والخبز فإلى أن يدفعه إليه ويرجع قد فرغوا مما في الجفنة. فإن كنت أدركت فيها شيئا فقد أدرك فيها. ثم يصبح صائما.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا أبو المليح عن حبيب بن أبي مرزوق أن ابن عمر اشتهى سمكا. قال فطلبت له صفية امرأته فأصابت له سمكة فصنعتها فأطابت صنعتها ثم قربتها إليه. قال وسمع نداء مسكين على الباب فقال: ادفعوها إليه. فقالت صفية: أنشدك الله لما رددت نفسك منها بشيء. فقال: ادفعوها إليه.

قالت: فنحن نرضيه منها. قال: أنتم أعلم. فقالوا للسائل: إنه قد اشتهى هذه السمكة. قال: وأنا والله اشتهيتها. قال فماكسهم حتى أعطوه دينارا. قالت: أنا قد أرضيناه. قال: لذلك قد أرضوك ورضيت وأخذت الثمن؟ قال: نعم. قال: ادفعوها إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>