عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق أن البراء بن عازب كان يكنى أبا عمارة.
قالوا: وكان عازب قد أسلم أيضا. وكانت أمه من بني سليم بن منصور. وكان له من الولد البراء وعبيد وأم عبد الله. مبايعة. وأمهم جميعا حبيبة بنت أبي حبيبة بن الحباب.
ويقال بل أمهم أم خالد بنت ثابت. ولم نسمع لعازب بذكر في شيء من المغازي وقد سمعنا بحديثه في الرحل الذي اشتراه منه أبو بكر.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة عشر درهما فقال أبو بكر لعازب: مر البراء فليحمله إلى رحلي. فقال له عازب: لا. حتى تحدثنا كيف صنعت أنت ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين خرجتما والمشركون يطلبونكم. قال: أدلجنا من مكة فأحيينا ليلتنا ويومنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة فرميت ببصري هل أرى من ظل ناوى إليه. فإذا أنا بصخرة فانتهيت إليها فإذا بقية ظل لها. فنظرت إلى بقية ظلها فسويته ثم فرشت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيه فروة ثم قلت: اضطجع يا رسول الله. فاضطجع ثم ذهبت أنفض ما حولي هل أرى من الطلب أحدا. فإذا أنا براع يسوق غنمه إلى الصخرة يريد منها مثل الذي نريد. يعني الظل. فسألته: لمن أنت يا غلام؟ قال: لرجل من قريش. فسماه لي. فعرفته فقلت: وهل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. قلت: هل أنت حالب لي؟ قال: نعم. قال: أمرته فاعتقل شاة من غنمه ثم أمرته أن ينفض كفيه. فقال هكذا. فضرب إحدى يديه بالأخرى فحلب لي كثبة من لبن وقد رويت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- معي إداوة على فمها خرقة فصببت اللبن حتى برد أسفله. فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فوافقته قد استيقظ فقلت: اشرب يا رسول الله.
فشرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى رضيت. ثم قلت: قد أتى الرحيل يا رسول الله.
فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له. فقلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله. فقال:، لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا،. فلما دنا فكان بينه وبيننا قدر رمحين أو ثلاثة قلت: هذا الطلب قد لحقنا يا رسول الله.
وبكيت فقال:، ما يبكيك؟، قلت: أما والله ما على نفسي أبكي ولكني أبكي عليك.
قال فدعا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:، اللهم اكفناه بما شئت،. قال فساخت به