فرسه في الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال: يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه. فو الله لأعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ سهما منها فإنك ستمر على إبلي وغنمي بمكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك.
فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:، لا حاجة لنا في إبلك،. ودعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فانطلق راجعا إلى أصحابه. ومضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا معه حتى قدمنا المدينة ليلا.
فتنازعه القوم أيهم ينزل عليه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.، إني أنزل الليلة على بني النجار أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك،. وخرج الناس حين دخلنا المدينة في الطريق وعلى البيوت والغلمان والخدم صارخون: جاء محمد. جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء محمد. جاء رسول الله. فلما أصبح انطلق فنزل حيث أمر. قال وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب أن يوجه نحو الكعبة فأنزل الله:«قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ» البقرة: ١٤٤. فتوجه نحو الكعبة. قال وقال السفهاء من الناس: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها.
قال: وصلى مع النبي رجل. ثم خرج بعد ما صلى فمر على قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس فقال: هو يشهد أنه صلى مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنه وجه نحو الكعبة. فانحرف القوم حتى وجهوا نحو الكعبة.
قال البراء: وكان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له: ما فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: هو مكانه وأصحابه على أثري. ثم أتى بعده عمرو ابن أم مكتوم أخو بني فهر الأعمى فقلنا له: ما فعل من ورائك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه؟ قال: هم أولى على أثري: قال ثم أتانا بعده عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وبلال. ثم أتانا بعدهم عمر بن الخطاب في عشرين راكبا. ثم أتانا بعدهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر معه.
قال البراء: فلم يقدم علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى قرأت سورا من المفصل ثم خرجنا نتلقى العير فوجدناهم قد حذروا.
قال: أخبرنا عبد الله بن نمير قال: حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن البراء قال: استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر فلم نشهدها.