أهل بيت قد أكرمكم الله بنصره آل محمد. وقد ركب منهم ما قد علمت. وحرموا ومنعوا حقهم وصاروا إلى ما رأيت. وقد كتب إليك المهدى كتابا. وهؤلاء الشهود عليه. فقال يزيد بن أنس الأسدي وأحمر بن شميط البجلي وعبد الله بن كامل الشاكري وأبو عمرة كيسان مولى بجيلة: نشهد أن هذا كتابه قد شهدناه حين دفعه إليه. فقبضه إبراهيم وقرأه ثم قال: أنا أول من يجيب وقد أمرنا بطاعتك ومؤازرتك فقل ما بدا لك وادع إلى ما شئت. ثم كان إبراهيم يركب إليه في كل يوم فزرع ذلك في صدور الناس. وورد الخبر على ابن الزبير فتنكر لمحمد ابن الحنفية. وجعل أمر المختار يغلظ في كل يوم ويكثر تبعه. وجعل يتتبع قتلة الحسين ومن أعان عليه فيقتلهم. ثم بعث إبراهيم بن الأشتر في عشرين ألفا إلى عبيد الله بن زياد فقتله وبعث برأسه إلى المختار فعمد إليه المختار فجعله في جونة. ثم بعث به إلى محمد ابن الحنفية وعلي بن الحسين وسائر بني هاشم. فلما رأى علي بن حسين رأس عبيد الله ترحم على الحسين وقال: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين وهو يتغذى. وأتينا برأس عبيد الله ونحن نتغدى. ولو لم يبق من بني هاشم أحد إلا قام بخطبة في الثناء على المختار والدعاء له وجميل القول فيه. وكان ابن الحنفية يكره أمر المختار وما يبلغه عنه ولا يحب كثيرا مما يأتي به. وكان ابن عباس يقول: أصاب بثأرنا وأدرك وغمنا وآثرنا ووصلنا. فكان يظهر الجميل فيه للعامة. فلما اتسق الأمر للمختار كتب لمحمد بن علي المهدى: من المختار بن أبي عبيد الطالب بثأر آل محمد. أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لم ينتقم من قوم حتى يعذر إليهم. وإن الله قد أهلك الفسقة وأشياع الفسقة وقد بقيت بقايا أرجو أن يلحق الله آخرهم بأولهم.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا ربيعة بن عثمان ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير وإسحاق بن يحيى بن طلحة وهشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم والحسين بن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن جده وغيرهم أيضا قد حدثني قالوا: لما جاء نعي معاوية بن أبي سفيان إلى المدينة كان بها يومئذ الحسين بن علي ومحمد ابن الحنفية وابن الزبير. وكان ابن عباس بمكة. فخرج الحسين وابن الزبير إلى مكة. وأقام ابن الحنفية بالمدينة حتى سمع بدنو جيش مسرف وأيام الحرة فرحل إلى مكة فأقام مع ابن عباس. فلما جاء نعي يزيد بن معاوية وبايع ابن الزبير لنفسه ودعا الناس إليه دعا ابن عباس ومحمد ابن الحنفية إلى البيعة له فأبيا