للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فكبروا تكبيرة سمعها ابن الزبير فانطلق هاربا حتى دخل دار الندوة. ويقال بل تعلق بأستار الكعبة وقال: أنا عائذ الله.

قال عطية: ثم ملنا إلى ابن عباس وابن الحنفية وأصحابهما في دور قد جمع لهم الحطب فأحيط بهم حتى بلغ رؤوس الجدر لو أن نارا تقع فيه ما رثي منهم أحد حتى تقوم الساعة. فأخرناه عن الأبواب. وعجل علي بن عبد الله بن عباس. وهو يومئذ رجل. فأسرع في الحطب يريد الخروج فأدمى ساقيه. وأقبل أصحاب ابن الزبير فكنا صفين نحن وهم في المسجد نهارنا ونهاره لا ننصرف إلا إلى صلاة حتى أصبحنا. وقدم أبو عبد الله الجدلي في الناس فقلنا لابن عباس وابن الحنفية: ذرونا نريح الناس من ابن الزبير. فقالا: هذا بلد حرمه الله. ما أحله لأحد إلا للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

ساعة ما أحله لأحد قبله ولا يحله لأحد بعده. فامنعونا وأجيرونا. قال فتحملوا وإن مناديا لينادي في الجبل: ما غنمت سرية بعد نبيها ما غنمت هذه السرية. إن السرايا تغنم الذهب والفضة وإنما غنمتم دماءنا. فخرجوا بهم حتى أنزلوهم منى فأقاموا بها ما شاء الله أن يقيموا ثم خرجوا إلى الطائف فأقاموا ما أقاموا. وتوفي عبد الله بن عباس بالطائف سنة ثمان وستين وصلى عليه محمد ابن الحنفية. وبقينا مع ابن الحنفية. فلما كان الحج وحج ابن الزبير من مكة فوافى عرفة في أصحابه. ووافى محمد ابن الحنفية من الطائف في أصحابه. فوقف بعرفة. ووافى نجدة بن عامر الحنفي تلك السنة في أصحابه من الخوارج فوقف ناحية. وحجت بنو أمية على لواء فوقفوا بعرفة فيمن معهم.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا شرحبيل بن أبي عون عن أبيه قال: وقفت في هذه السنة أربعة ألوية بعرفة: محمد ابن الحنفية في أصحابه على لواء قام عند حبل المشاة. وحج ابن الزبير في أصحابه معه لواء فقام مقام الإمام اليوم. ثم تقدم محمد ابن الحنفية بأصحابه حتى وقف حذاء ابن الزبير. ووافى نجدة الحروري في أصحابه ومعه لواء فوقف خلفهما. ووافت بنو أمية ومعهم لواء فوقفوا عن يسارهما.

فكان أول لواء أنغض لواء محمد ابن الحنفية. ثم تبعه نجدة. ثم لواء بني أمية. ثم لواء ابن الزبير واتبعه الناس.

أخبرنا محمد بن عمر قال: فحدثني عبد الله بن نافع عن أبيه قال: لم يدفع ابن الزبير تلك العشية إلا بدفعه ابن عمر. فلما أبطأ ابن الزبير. وقد مضى ابن الحنفية

<<  <  ج: ص:  >  >>