للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالوا: وقتل المختار بن أبي عبيد في سنة ثمان وستين. فلما دخلت سنة تسع وستين أرسل عبد الله بن الزبير عروة بن الزبير إلى محمد ابن الحنفية: إن أمير المؤمنين يقول لك إني تاركك أبدا حتى تبايعني أو أعيدك في الحبس وقد قتل الله الكذاب الذي كنت تدعي نصرته. وأجمع علي أهل العراقين. فبايع لي وإلا فهي الحرب بيني وبينك إن امتنعت. فقال ابن الحنفية لعروة: ما أسرع أخاك إلى قطع الرحم والاستخفاف بالحق. وأغفله عن تعجيل عقوبة الله. ما يشك أخوك في الخلود وإلا فقد كان أحمد للمختار ولهدية مني. والله ما بعثت المختار داعيا ولا ناصرا.

وللمختار كان إليه أشد انقطاعا منه إلينا. فإن كان كذابا فطال ما قربه على كذبه. وإن كان على غير ذلك فهو أعلم به. وما عندي خلاف. ولو كان خلاف ما أقمت في جواره ولخرجت إلى من يدعوني فأبيت ذلك عليه. ولكن هاهنا والله لأخيك قرينا يطلب مثل ما يطلب أخوك. كلاهما يقاتلان على الدنيا: عبد الملك بن مروان. والله لكأنك بجيوشه قد أحاطت برقبة أخيك وإني لأحسب أن جوار عبد الملك خير لي من جوار أخيك. ولقد كتب إلي يعرض علي ما قبله ويدعوني إليه. قال عروة: فما يمنعك من ذلك؟ قال: أستخير الله وذلك أحب إلى صاحبك. قال: اذكر ذلك له.

فقال بعض أصحاب محمد ابن الحنفية: والله لو أطعتنا لضربنا عنقه. فقال ابن الحنفية: وعلى م أضرب عنقه؟ جاءنا برسالة من أخيه وجاورنا فجرى بيننا وبينه كلام فرددناه إلى أخيه. والذي قلتم غدر وليس في الغدر خير. لو فعلت الذي تقولون لكان القتال بمكة وأنتم تعلمون أن رأيي لو اجتمع الناس علي كلهم إلا إنسان واحد لما قاتلته. فانصرف عروة فأخبر ابن الزبير بما قال له محمد ابن الحنفية. قال والله ما أرى أن تعرض له. دعه فليخرج عنك ويغيب وجهه فعبد الملك أمامة لا يتركه يحل بالشام حتى يبايعه. وابن الحنفية لا يبايعه أبدا حتى يجتمع الناس عليه. فإن صار إليه كفاكه إما حبسه وإما قتله فتكون أنت قد برئت من ذلك. فأفثأ ابن الزبير عنه.

فقال أبو الطفيل: وجاء كتاب من عبد الملك بن مروان ورسول حتى دخل الشعب فقرأ محمد ابن الحنفية الكتاب فقرأ كتابا لو كتب به عبد الملك إلى بعض إخوته أو ولده ما زاد على ألطافه. وكان فيه: أنه قد بلغني أن ابن الزبير قد ضيق عليك وقطع رحمك واستخف بحقك حتى تبايعه فقد نظرت لنفسك ودينك وأنت أعرف به حيث فعلت ما فعلت. وهذا الشام فانزل منه حيث شئت فنحن مكرموك وواصلو

<<  <  ج: ص:  >  >>