للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحوائجه وفرائض لولده ولغيرهم من حامته ومواليه فأجابه عبد الملك إلى ذلك كله وتعسر عليه في الموالي أن يفرض لهم وألح عليه محمد ففرض لهم فقصر بهم فكلمه فرفع في فرائضهم. فلم يبق له حاجة إلا قضاها. واستأذنه في الانصراف فأذن له.

أخبرنا محمد بن عمر قال: فحدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون قال: قال ابن الحنفية: وفدت على عبد الملك فقضى حوائجي وودعته. فلما كدت أن أتوارى من عينيه ناداني: أبا القاسم أبا القاسم! فكررت فقال لي: أما تعلم أن الله يعلم أنك يوم تصنع بالشيخ ما تصنع ظالم له؟ يعني حين أخذ ابن الحنفية مروان بن الحكم يوم الدار فدعثه بردائه. قال عبد الملك: وأنا أنظر إليه ولي يومئذ ذؤابة.

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني موسى بن عبيدة عن زيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال: وفدت مع أبان بن عثمان على عبد الملك بن مروان وعنده ابن الحنفية. فدعا عبد الملك بسيف النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتي به ودعا بصيقل فنظر إليه فقال: ما رأيت حديدة قط أجود منها. قال عبد الملك: ولا والله ما أرى الناس مثل صاحبها. يا محمد هب لي هذا السيف. فقال محمد: أينا رأيت أحق به فليأخذه. قال عبد الملك: إن كان لك قرابة فلكل قرابة وحق. قال فأعطاه محمد عبد الملك وقال:

يا أمير المؤمنين إن هذا. يعني الحجاج وهو عنده. قد آذاني واستخف بحقي. ولو كانت خمسة دراهم أرسل إلي فيها. فقال عبد الملك: لا أمره لك عليه. فلما ولي محمد قال عبد الملك للحجاج: أدركه فسل سخيمته. فأدركه فقال: إن أمير المؤمنين أرسلني إليك لأسل سخيمتك ولا مرحبا بشيء ساءك. فقال محمد: ويحك يا حجاج اتق الله واحذر الله. ما من صباح يصبحه العباد إلا لله في كل عبد من عباده ثلاثمائة وستون لحظة إن أخذ أخذ بمقدرة وإن عفا عفا بحلم. فاحذر الله. فقال له الحجاج:

لا تسألني شيئا إلا أعطيتكه. فقال له محمد: وتفعل؟ قال له الحجاج: نعم. قال:

فإني أسألك صرم الدهر. قال فذكر الحجاج ذلك لعبد الملك. فأرسل عبد الملك إلى رأس الجالوت فذكر له الذي قال محمد وقال: إن رجلا منا ذكر حديثا ما سمعناه إلا منه. وأخبره بقول محمد. فقال رأس الجالوت: ما خرجت هذه الكلمة إلا من بيت نبوة.

أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم أن الحجاج أراد

<<  <  ج: ص:  >  >>