للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتبعته. فدخل على عبد الملك بن مروان وجلست على الباب ساعة حتى ارتفعت الشمس. ثم خرج فقال: أين هذا المديني القرشي؟ قال قلت: هانذا. قال: فقمت حتى … فدخلت معه على أمير المؤمنين. قال: فأجد بين يديه المصحف قد أطبقه وأمر به يرفع وليس عنده غير قبيصة جالس فسلمت عليه بالخلافة. فقال: من أنت؟

قلت: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة. فقال: أوه. قوم يغارون في الفتن. قال: وكان مسلم بن عبد الله مع الزبير. ثم قال: ما عندك في أمهات الأولاد؟ فأخبرته. فقلت حدثني سعيد بن المسيب. فقال:

كيف سعيد وكيف حاله؟ فأخبرته. ثم قلت: وحدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. فسأل عنه. قلت: وحدثني عروة بن الزبير. فسأل عنه قلت:

وحدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة. فسأل عنه. ثم حدثته الحديث في أمهات الأولاد عن عمر بن الخطاب.

قال: فالتفت إلى قبيصة بن ذؤيب. فقال: هذا يكتب به إلى الآفاق.

قال: فقلت لا أجده أخلا منه الساعة ولعلي لا أدخل بعد هذه المرة. فقلت إن رأى أمير المؤمنين أن يصل رحمي وأن يفرض لي فرائض أهل بيتي- فإني رجل مقطع لا ديوان- فعل. فقال: إيها الآن! امض لشأنك. قال: فخرجت والله مؤنسا من كل شيء خرجت له. وأنا والله حينئذ مقل مرمل. فجلست حتى خرج قبيصة فأقبل علي لائما لي فقال: ما حملك على ما صنعت من غير أمري ألا استشرتني؟ قلت: ظننت والله أن لا أعود إليه بعد ذلك المقام. قال: ولم ظننت ذاك؟ تعود إليه. فألحق بي. أو قال آتني في المنزل. قال: فمشيت خلف دابته والناس يكلمونه حتى دخل منزله.

فقل ما لبث حتى خرج إلى خادم برقعة فيها: هذه مائة دينار قد أمرت لك بها وبغلة تركبها. وغلام يكون معك يخدمك وعشرة أثواب كسوة. قال: فقلت للرسول ممن أطلب هذا؟ فقال: ألا ترى في الرقعة اسم الذي أمرك أن تأتيه؟ قال: فنظرت في طرف الرقعة فإذا فيها تأتي فلانا فتأخذ ذلك منه قال: فسألت عنه. فقيل: ها هو ذا.

هو قهرمانه. فأتيته بالرقعة فقال: نعم فأمر لي بذلك من ساعته فانصرفت وقد ريشني وجبرني. قال: فغدوت إليه من الغد وأنا على بغلته. وسرجها فسرت إلى جانبه فقال:

احضر باب أمير المؤمنين حتى أوصلك إليه قال: فحضرت للوقت الذي وعدني له فأوصلني إليه وقال: إياك أن تكلمه بشيء حتى يبتدئك وأنا أكفيك أمره. قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>