للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فسلمت عليه بالخلافة فأومأ إلي أن اجلس. فلما جلست ابتدأ عبد الملك الكلام.

فجعل يسائلني عن أنساب قريش وهو كان أعلم بها مني. قال: وجعلت أتمنى أن يقطع ذلك لتقدمه علي في العلم بالنسب. قال ثم قال لي: فرضت لك فرائض أهل بيتك. ثم التفت إلى قبيصة فأمره أن يثبت ذلك في الديوان. ثم قال: أين تحب أن يكون ديوانك أمع أمير المؤمنين هاهنا؟ أم تأخذه ببلدك؟ قال قلت: يا أمير المؤمنين أنا معك. فإذا أخذت الديوان أنت وأهل بيتك أخذته قال: فأمر بإثباتي وبنسخة كتابي أن يوقع بالمدينة فإذا خرج الديوان لأهل المدينة قبض عبد الملك بن مروان وأهل بيته ديوانهم بالشام. قال الزهري: ففعلت أنا مثل ذلك. وربما أخذته بالمدينة لا أصد عنه.

قال: ثم خرج قبيصة بعد ذلك. فقال إن أمير المؤمنين قد أمر أن تثبت في صحابته. وأن يجرى عليك رزق الصحابة. وأن ترفع فريضتك إلى أرفع منها. فألزم باب أمير المؤمنين قال: وكان على عرض الصحابة رجل فظ غليظ يعرض عرضا شديدا. قال: فتخلفت يوما أو يومين فجبهني جبها شديدا فلم أعد لذلك التخلف.

وكرهت أن أقول لقبيصة شيئا في أول ذلك. ولزمت عسكر عبد الملك. وكنت أدخل عليه كثيرا.

قال: وجعل عبد الملك فيما يسائلني يقول: من لقيت؟ فجعلت أسمي له وأخبره بمن لقيت من قريش لا أعدوهم. فقال عبد الملك: فأين أنت عن الأنصار؟

فإنك واجد عندهم علما. أين أنت عن ابن سيدهم خارجة بن زيد بن ثابت أين أنت عن عبد الرحمن بن يزيد ابن جارية. قال: فسمى رجالا منهم. قال: فقدمت المدينة فسألتهم وسمعت منهم- يعني الأنصار- وجدت عندهم علما كثيرا.

قال وتوفي عبد الملك بن مروان. فلزمت الوليد بن عبد الملك حتى توفي. ثم سليمان بن عبد الملك. وعمر بن عبد العزيز. ويزيد بن عبد الملك فاستقضى يزيد بن عبد الملك على قضائه الزهري. وسليمان بن حبيب المحاربي جميعا.

قال: ثم لزمت هشام بن عبد الملك. قال: وحج هشام سنة ست ومائة وحج معه الزهري. فصيره هشام مع ولده يعلمهم ويفقههم ويحدثهم ويحج معهم فلم يفارقهم حتى مات بالمدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>