للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان نسمر معه بالليل فسمر معه ليلة إلى نصف الليل وحادثه فدعا أبو العباس بسفط جوهر ففتحه فقال: هذا والله يا أبا محمد ما وصل إلي من الجوهر الذي كان في يدي بني أمية ثم قاسمه إياه فأعطاه نصفه وبعث أبو العباس بالنصف الآخر إلى امرأته أم سلمة. وقال: هذا عندك وديعة. ثم تحدثا ساعة ونعس أبو العباس فخفق برأسه.

وأنشأ عبد الله بن حسن يتمثل بهذه الأبيات:

ألم تر حوشبا أمسى يبني … قصورا نفعها لبني بقيلة

يؤمل أن يعمر عمر نوح … وأمر الله يطرق كل ليلة

قال: وانتبه أبو العباس ففهم ما قال. فقال: يا أبا محمد تتمثل بمثل هذا الشعر عندي! وقد رأيت صنيعي بك وإني لم أدخرك شيئا. قال: يا أمير المؤمنين هفوة كانت والله ما أردت بها سوءا. ولكنها أبيات خطرت فتمثلت بها. فإن رأى أمير المؤمنين أن يحتمل ما كان مني في ذلك فليفعل. قال: قد فعلت. ثم رجع إلى المدينة. فلما ولي أبو جعفر ألح في طلب محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن حسن وتغيبا بالبادية وأمر أبو جعفر زياد بن عبيد الله الحارثي بطلبهما فكان يغيب في ذلك ولا يجد في طلبهما.

فعزله أبو جعفر عن المدينة وولاها محمد بن خالد بن عبد الله القسري وأمره بطلبهما.

فغيب أيضا في ذلك ولم يبالغ وكان يعلم مكانهما فيرسل الخيل في طلبهما إلى مكان آخر.

وبلغ ذلك أبا جعفر فغضب عليه فعزله وولي رياح بن عثمان بن حيان المري.

وأمره بالجد في طلبهما وقلة الغفلة عنهما.

قال محمد بن عمر: فأخبرني عبد الرحمن بن أبي الموالي. قال: فجد رياح بن عثمان في طلبهما ولم يداهن واشتد في ذلك كل الشدة حتى خافا وجعلا ينتقلان من موضع إلى موضع. واغتم أبو جعفر بتغيبهما فكتب إلى رياح بن عثمان أن يأخذ أباهما عبد الله بن حسن وإخوته حسن بن حسن وداود بن حسن وإبراهيم بن حسن ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان- وهو أخوهم لأمهم فاطمة بنت حسين- في عدة منهم ويشدهم وثاقا ويبعث بهم إليه حتى يوافوه بالربذة وكان أبو جعفر قد حج تلك السنة وكتب إليه أن يأخذني معهم فيبعث بي إليه أيضا.

قال: فأدركت وقد أهللت بالحج فأخذت فطرحت في الحديد. وعورض بي الطريق حتى وافيتهم بالربذة.

<<  <  ج: ص:  >  >>