استسلف مالا وزنه بشيء وختمه. فإذا قضاه وزنه بذلك الوزن ثم دفعه إليه. قال محمد: الوزن يزيد وينقص.
قال: أخبرنا محمد بن الصلت قال: حدثنا أبو كدينة عن عبد الله بن عون قال:
كان ابن سيرين إذا وقع عنده درهم زائف أو ستوق لم يشتر به. فمات يوم مات وعنده خمس مائة ستوقة وزيوف.
قال: أخبرنا كثير بن هشام قال: حدثنا جعفر بن برقان قال: حدثنا ميمون بن مهران قال: قدمت الكوفة وأنا أريد أن أشتري البز. فأتيت محمد بن سيرين وهو يومئذ بالكوفة فساومته. فجعل إذا باعني صنفا من أصناف البز قال: هل رضيت؟ فأقول:
نعم. فيعيد ذلك على ثلاث مرات. ثم يدعو رجلين فيشهدهما على بيعنا ثم يقول:
انقل متاعك. وكان لا يشتري ولا يبيع بهذه الدراهم الحجاجية. فلما رأيت ورعه ما تركت شيئا من حاجتي أجده عنده إلا اشتريته حتى لفائف البز.
قال: أخبرنا الحسن بن موسى قال: حدثنا أبو هلال قال: رأيت محمد بن سيرين يخرج وهو متوشح عاقد ثوبه على عاتقه فيقعد في المسجد.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد قال: كان سعيد بن جبير خائفا أنه فعل ما فعل. ثم أتى مكة يفتي الناس.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن محمد أنه كان يكره أن يشارط القسام. قال: وكان يكره الرشوة في الحكم. وقال:
حكم يأخذون عليه أجرا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا معاذ عن ابن عون أن عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحسن فقبل وبعث إلى ابن سيرين فلم يقبل.
قال: أخبرنا عفان قال: حدثنا حماد بن زيد قال: ختن هشام بن حسان بنيه فدعا حيارى آل المهلب. قال: فقيل لمحمد: ألا ترى ما صنع أبو عبد الله؟ قال: لا تنجلوا أبا عبد الله لا تنجلوا أبا عبد الله.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن زيد عن غالب قال: أتيت محمدا وذكر مزاجه فسألته عن هشام فقال: توفي البارحة أما شعرت؟ فقلت: «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» البقرة: ١٥٦! فضحك.