أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا ابن أبي حبيبة عن عاصم بن عمر بن قتادة قال:
أول من بايع النبي -صلى الله عليه وسلم- أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع بن عبيد وأم عامر بنت يزيد بن السكن وحواء بنت يزيد بن السكن. ومن بني ظفر ليلى بنت الخطيم. ومن بني عمرو بن عوف ليلى ومريم وتميمة بنات أبي سفيان أبي البنات قتل بأحد.
والشموس بنت أبي عامر الراهب وابنتها جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح وطيبة بنت النعمان بن ثابت بن أبي الأقلح.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني محمد بن عبد الله ابن أخي الزهري عن الزهري قال: دخلت على عروة بن الزبير وهو يكتب إلى هبيرة صاحب الوليد بن عبد الملك.
وكان كتب إليه يسأله عن قول الله عز وجل:«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ» الممتحنة: ١٠. فكتب إليه: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صالح قريشا يوم الحديبية على أن يرد عليهم من جاء بغير إذن ولي. فكان يرد الرجال. فلما هاجر النساء أبي الله ذلك أن يردهن إذا امتحن بمحنة الإسلام وزعمت أنها جاءت راغبة فيه. وأمره أن يرد صدقاتهن إليهم إذا احتبسوا عنهم وأن يردوا عليه مثل الذي يرد عليهم إن فعلوا. فقال: واسألوا ما أنفقتم. وصبحها أخواها من الغد فطلباها فأبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يردها إليهما. فرجعا إلى مكة فأخبرا قريشا فلم يبعثوا في ذلك أحدا ورضوا بأن يحبس النساء. «وَ لْيَسْئَلُوا ما أَنْفَقُوا ذلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. وَ إِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْواجُهُمْ مِثْلَ ما أَنْفَقُوا» الممتحنة: ١٠ - ١١. فإن فات أحدا منكم اهله إلى الكفار فإن أتتكم امرأة منهن فأصبتم غنيمة أو فيئا فعوضوهم مما أصبتم صداق المرأة التي أتتكم. فأما المؤمنون فأقروا بحكم الله تعالى وأبى المشركون أن يقروا بذلك. وإن ما فات للمشركين على المسلمين من صداق من هاجر من أزواج المشركين فأتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا من مال المشركين في أيديكم.
ولسنا نعلم امرأة من المسلمين فأتت زوجها بلحوق المشركين بعد إيمانها. ولكنه حكم الله تعالى به لأمر إن كان. والله عليم حكيم. «وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ» الممتحنة: ١٠. يعني من غير أهل الكتاب. فطلق عمر بن الخطاب مليكة بنت أبي أمية وهي أم عبيد الله بن عمر. فتزوجها أبو جهم بن حذيفة. وطلق عمر أيضا بنت جرول الخزاعية أم الحكم بنت أبي سفيان بن حرب يومئذ فتزوجها عبد الله بن