للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني. قالوا: هذا كله لك. قالت: سبحان الله! واستترت منه بثوب وقالت: صبوه واطرحوا عليه ثوبا. ثم قالت لي: ادخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان. من أهل رحمها وأيتامها.

حتى بقيت بقية تحت الثوب. فقالت لها برزة بنت رافع: غفر الله لك يا أم المؤمنين! والله لقد كان لنا في هذا حق. فقالت: فلكم ما تحت الثوب. فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما. ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا. فماتت. قال عبد الوهاب في حديثه: فكانت أول أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-.

لحوقا به.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا صالح بن خوات عن محمد بن كعب قال: كان عطاء زينب بنت جحش اثني عشر ألف درهم. ولم تأخذه إلا عاما واحدا. حمل إليها اثنا عشر ألف درهم فجعلت تقول: اللهم لا يدركني قابل هذا المال فإنه فتنة. ثم قسمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجة حتى أتت عليه. فبلغ عمر فقال: هذه امرأة يراد بها خير. فوقف على بابها وأرسل بالسلام وقال: قد بلغني ما فرقت. فأرسل إليها بألف درهم يستنفقها فسلكت بها طريق ذلك المال.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: لما حضرت زينب بنت جحش أرسل عمر بن الخطاب إليها بخمسة أثواب من الخزائن يتخيرها ثوبا ثوبا. فكفنت فيها وتصدقت عنها أختها حمنة بكفنها الذي أعدته تكفن فيه. قالت عمرة بنت عبد الرحمن: فسمعت عائشة تقول ذهبت حميدة فقيدة مفزع اليتامى والأرامل.

أخبرنا محمد بن عمر. حدثني الثوري ومنصور بن أبي الأسود عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبزى قال: كانت زينب أول نساء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحوقا به. ماتت في زمان عمر بن الخطاب فقالوا لعمر: من ينزل في قبرها؟ قال: من كان يدخل عليها في حياتها. وصلى عليها عمر وكبر أربعا.

أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين ويزيد بن هارون قالوا: حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قالوا: لما توفيت زينب بنت جحش وكانت أول نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- لحوقا به. فلما حملت إلى قبرها قام عمر إلى قبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني أرسلت إلى النسوة. يعني أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- حين مرضت

<<  <  ج: ص:  >  >>