قال: قالت صفية بنت حيي: رأيت كأني وهذا الذي يزعم أن الله أرسله وملك يسترنا بجناحه. قال: فردوا عليها رؤياها وقالوا لها في ذلك قولا شديدا.
أخبرنا يزيد بن هارون وهشام أبو الوليد الطيالسي قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن صفية بنت حيي وقعت في سهم دحية الكلبي.
فقيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إنه قد وقع في سهم دحية الكلبي جارية جميلة. فاشتراها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبعة آرس ودفعها إلى أم سليم حتى تهيئها وتصنعها وتعتد عندها.
قال أبو الوليد في حديثه: فكانت وليمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- السمن والأقط والتمر. قال: ففحصت الأرض أفاحيص فجعل فيها الأنطاع ثم جعل فيها السمن والأقط والتمر.
وقال يزيد بن هارون في حديثه: فقال الناس والله ما ندري أتزوجها رسول الله أم تسرى بها. فلما حملها سترها وأردفها خلفه فعرف الناس أنه قد تزوجها. فلما دنوا من المدينة أوضع الناس وأوضع رسول الله. كذلك كانوا يصنعون. فعثرت الناقة فخر رسول الله وخرت معه. وأزواج رسول الله ينظرن فقلن: أبعد الله اليهودية وفعل بها وفعل. فقام رسول الله فسترها وأردفها خلفه.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال: لما دخلت صفية على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لها:، لم يزل أبوك من أشد يهود لي عداوة حتى قتله الله،.
فقالت: يا رسول الله إن الله يقول في كتابه: «ولا تزر وازرة وزر أخرى». فقال لها رسول الله:، اختاري. فإن اخترت الإسلام أمسكتك لنفسي وإن اخترت اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك،. فقالت: يا رسول الله لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت إلى رحلك وما لي في اليهودية إرب وما لي فيها والد ولا أخ. وخيرتني الكفر والإسلام فالله ورسوله أحب إلي من العتق وأن أرجع إلى قومي. قال: فأمسكها رسول الله لنفسه. وكانت أمها إحدى نساء بني قينقاع أحد بني عمرو فلم يسمع النبي -صلى الله عليه وسلم- ذاكرا أباها بحرف مما تكره. وكانت تحت سلام بن مشكم ففارقها فتزوجها كنانة بن أبي الحقيق.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي. حدثنا سليمان بن المغيرة. حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال: صارت صفية لدحية في مقسمه. قال: فجعلوا يمدحونها عند