قال: أخبرنا وكيع بن الجراح عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال: قال رجل لأبي بكر: يا خليفة الله. فقال: لست بخليفة الله ولكني خليفة رسول الله. أنا راض بذلك.
قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي المكي قال: أخبرنا سفيان بن عيينة قال: أخبرنا الوليد بن كثير عن ابن صياد عن سعيد بن المسيب قال: لما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ارتجت مكة فقال أبو قحافة: ما هذا؟ قالوا: قبض رسول الله. قال: فمن ولي الناس بعده؟ قالوا: ابنك. قال: أرضيت بذلك بنو عبد شمس وبنو المغيرة؟
قالوا: نعم. قال: فإنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله. قال: ثم ارتجت مكة برجة هي دون الأولى فقال أبو قحافة: ما هذا؟ قالوا: ابنك مات. فقال أبو قحافة: هذا خبر جليل.
قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: أخبرنا هشام الدستوائي قال: أخبرنا عطاء بن السائب قال: لما استخلف أبو بكر أصبح غاديا إلى السوق وعلى رقبته أثواب يتجر بها فلقيه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فقالا له: أين تريد يا خليفة رسول الله؟ قال: السوق. قالا: تصنع ماذا وقد وليت أمر المسلمين؟ قال: فمن أين أطعم عيالي؟ قالا له: انطلق حتى نفرض لك شيئا. فانطلق معهما ففرضوا له كل يوم شطر شاة وماكسوه في الرأس والبطن. فقال عمر: إلى القضاء. وقال أبو عبيدة: وإلى الفيء. قال عمر: فلقد كان يأتي على الشهر ما يختصم إلي فيه اثنان.
قال: أخبرنا روح بن عباده ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا: أخبرنا ابن عون عن عمير بن إسحاق أن رجلا رأى على عنق أبي بكر الصديق عباءه فقال: ما هذا؟
هاتها أكفيكها. فقال: إليك عني لا تغرني أنت وابن الخطاب من عيالي.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: لما ولي أبو بكر قال أصحاب رسول الله: افرضوا لخليفة رسول الله ما يغنيه.
قالوا: نعم. برداه إذا أخلقهما وضعهما وأخذ مثلهما وظهره إذا سافر ونفقته على اهله كما كان ينفق قبل أن يستخلف. قال أبو بكر: رضيت.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن حميد بن هلال أن أبا بكر لما استخلف راح إلى السوق يحمل أبرادا له وقال: لا تغروني من عيالي.