أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: سمعت محمد ابن الحنفية يقول: كان أبي يريد أن يغزو معاوية وأهل الشام فجعل يعقد لواءه ثم يحلف لا يحله حتى يسير. فيأبى عليه الناس وينتشر رأيهم ويجبنون فيحله ويكفر عن يمينه. حتى فعل ذلك أربع مرات. وكنت أرى حاله فأرى ما لا يسرني. فكلمت المسور بن مخرمة يومئذ وقلت له: ألا تكلمه أين يسير بقوم لا والله ما أرى عندهم طائلا؟ فقال المسور: يا أبا القاسم يسير لأمر قد حم. قد كلمته فرأيته يأبى إلا المسير.
قال محمد ابن الحنفية: فلما رأى منهم ما رأى قال: اللهم إني قد مللتهم وملوني وأبغضتهم وأبغضوني فأبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم بي شرا مني.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل عن أبيه عن محمد بن كعب القرظي قال: كان على رجالة علي يوم صفين عمار بن ياسر. وكان محمد ابن الحنفية يحمل رأيته.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أحمد بن خازم عن عمرو بن شراحيل عن حنش بن عبد الله الصنعاني عن عبد الله بن زرير الغافقي. وقد كان شهد صفين مع علي. قال: لقد رأيتنا يوما والتقينا نحن وأهل الشام فاقتتلنا حتى ظننت أنه لا يبقى أحد. فأسمع صائحا يصيح: يا معشر المسلمين الله الله. من للنساء والولدان. من للروم. من للترك. من للديلم؟ الله الله والبقيا. فأسمع حركة من خلفي فالتفت فإذا علي يعدو بالراية يهرول بها حتى أقامها. ولحقه ابنه محمد فأسمعه يقول: يا بني الزم رأيتك فإني متقدم في القوم. فانظر إليه يضرب بالسيف حتى يفرج له ثم يرجع فيهم.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا فطر بن خليفة عن منذر الثوري قال: كنت عند محمد ابن الحنفية فسمعته يقول: ما أشهد على أحد بالنجاة ولا أنه من أهل الجنة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا على أبي الذي ولدني. قال فنظر القوم إليه. قال: من كان في الناس مثل علي سبق له كذا سبق له كذا؟
أخبرنا قبيصة بن عقبة قال: أخبرنا سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن محمد ابن الحنفية أنه قال وهو في الشعب: لو أن أبي عليا أدرك هذا الأمر لكان هذا موضع رحله.