أحببناكم على قرابتكم من نبينا. فما زال بنا الشين في حبكم حتى ضربت عليه الأعناق وأبطلت الشهادات وشردنا في البلاد وأوذينا حتى لقد هممت أن أذهب في الأرض قفرا فأعبد الله حتى ألقاه لولا أن يخفى علي أمر آل محمد. وحتى هممت أن أخرج مع أقوام شهادتنا وشهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون ونقيم. فقال عمر: يعني الخوارج. وقد كانت تبلغنا عنك أحاديث من وراء فأحببت أن أشافهك للكلام فلا أسأل عنك أحدا وكنت أوثق الناس في نفسي وأحبه إلي أن أقتدي به.
فأرى برأيك وكيف ترى المخرج. أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم. قال فحمد الله محمد بن علي وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا الله وشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم قال: أما بعد فإياكم وهذه الأحاديث فإنها عيب عليكم. وعليكم بكتاب الله تبارك وتعالى فإنه به هدى أولكم وبه يهدي آخركم. ولعمري لئن أوذيتم لقد أوذي من كان خيرا منكم. أما قيلك لقد هممت أن أذهب في الأرض قفرا فأعبد الله حتى ألقاه واجتنب أمور الناس لولا أن يخفى علي أمور آل محمد. فلا تفعل فإنك تلك البدعة الرهبانية. ولعمري لأمر آل محمد أبين من طلوع هذه الشمس. وأما قيلك لقد هممت أن أخرج مع أقوام شهادتنا وشهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون ونقيم.
فلا تفعل. لا تفارق الأمة. اتق هؤلاء القوم بتقيتهم. قال عمر: يعني بني أمية. ولا تقاتل معهم. قال قلت: وما تقيتهم؟ قال: تحضرهم وجهك عند عودتهم فيدفع الله بذلك عنك عن دمك ودينك وتصيب من مال الله الذي أنت أحق به منهم. قال قلت:
أرأيت إن أطاف بي قتال ليس لي منه بد؟ قال: تبايع بإحدى يديك الأخرى لله.
وتقاتل لله. فإن الله سيدخل أقواما بسرائرهم الجنة وسيدخل أقواما بسرائرهم النار.
وإني أذكرك الله أن تبلغ عني ما لم تسمع مني أو أن تقول علي ما لم أقل. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال: حدثني سفيان. يعني ابن عيينة. قال:
حدثني الأسود بن قيس عن رجل عن محمد ابن الحنفية قال: بايع بإحدى يديك على الأخرى وقاتل على نيتك.
أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا قيس عن سعيد بن مسروق عن منذر قال:
سمعت محمد ابن الحنفية يقول: إن هذه لصاعقة لا يقوم لها شيء.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا الوليد بن جميع عن أبي الطفيل