للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ليلة. قال وكان عبد الملك قد كتب لمحمد عهدا على أن يدخل في أرضه هو وأصحابه حتى يصطلح الناس على رجل. فإذا اصطلحوا على رجل بعهد من الله وميثاق كتبه عبد الملك. فلما قدم محمد الشام بعث إليه عبد الملك: إما أن تبايعني وإما أن تخرج من أرضي. ونحن يومئذ معه سبعة آلاف. فبعث إليه محمد بن علي:

على أن تؤمن أصحابي. ففعل. فقام محمد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: الله ولي الأمور كلها وحاكمها. ما شاء الله كان وما لا يشاء لم يكن. كل ما هو آت قريب.

عجلتم بالأمر قبل نزوله. والذي نفسي بيده إن في أصلابكم لمن يقاتل مع آل محمد ما يخفى على أهل الشرك أمر آل محمد وأمر آل محمد مستأخر. والذي نفس محمد بيده ليعودن فيكم كما بدأ. الحمد لله الذي حقن دماءكم وأحرز دينكم! من أحب منكم أن يأتي إلى بلده آمنا محفوظا فليفعل. فبقي معه تسعمائة رجل فأحرم بعمرة وقلد هديا فعمدنا إلى البيت فلما أردنا أن ندخل الحرم تلقتنا خيل ابن الزبير فمنعتنا أن ندخل. فأرسل إليه محمد: لقد خرجت وما أريد أن أقاتلك. دعنا فلندخل ولنقض نسكنا ثم لنخرج عنك. فأبى. ومعنا البدن قد قلدناها. فرجعنا إلى المدينة فكنا بها حتى قدم الحجاج فقتل ابن الزبير ثم سار إلى البصرة والكوفة. فلما سار مضينا فقضينا نسكنا وقد رأيت القمل يتناثر من محمد بن علي. فلما قضينا نسكنا رجعنا إلى المدينة فمكث ثلاثة أشهر ثم توفي.

أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا إسماعيل بن مسلم الطائي عن أبيه قال:

كتب عبد الملك بن مروان: من عبد الملك أمير المؤمنين إلى محمد بن علي. فلما نظر إلى عنوان الصحيفة قال: إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. الطلقاء ولعناء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على منابر الناس. والذي نفسي بيده إنها لأمور لم يقر قرارها.

قال أبو الطفيل: فانصرفنا راجعين فأذن للموالي ولمن كان معه من أهل الكوفة والبصرة فرجعوا من مدين. ومضينا إلى مكة حتى نزلنا معه الشعب بمنى. فما مكثنا إلا ليلتين أو ثلاثا حتى أرسل إليه ابن الزبير أن أشخص من هذا المنزل ولا تجاورنا فيه. قال ابن الحنفية: اصبر وما صبرك إلا بالله وما هو بعظيم من لا يصبر على ما لا يجد من الصبر عليه بدا حتى يجعل الله له منه مخرجا. والله ما أردت السيف ولو كنت أريده ما تعبث بي ابن الزبير ولو كنت أنا وحدي ومعه جموعه التي معه. ولكن والله ما أردت هذا وأرى ابن الزبير غير مقصر عن سوء جواري فسأتحول عنه. ثم خرج إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>