للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حارثة، فعَرَفَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في وجْهِي الذي لَقِيتُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما لَكَ»؟ ! ، فقلتُ: يا رسول اللهِ، ما رأيتُ كاليوم قطُّ، عدَا حمزة على ناقتي، فأجبَّ أسنِمَتهما، وبقَرَ خواصِرَهُمَا، وهَا هُوَ ذَا في بيت معَهُ شَرْبٌ.

فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بردائه، فارتَدَى، ثم انطلق يمشي واتَّبَعُتُه أنا وزيدُ بنُ حارثة حتَّى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذن، فأَذِنُوا لهم، فإذا هُمْ شَرْبٌ، «فطفِقَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَلُومُ حمزةَ فيما فَعَلَ»، فإذا حمزةُ قد ثَمِلَ، مُحْمَرَّةٌ عَينَاهُ، فنَظَر حمزة إلى رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ثم صعَّدَ النَّظرَ، فنَظَرَ إلى رُكبَتِه، ثمَّ صعَّد النَّظرَ، فنَظَرَ إلى سُرَّتِهِ، ثمَّ صعَّدَ النَّظَرَ، فنَظَرَ إلى وَجْهِهِ، ثمَّ قال حمزةُ: هل أنتم إلا عبيدٌ لأَبِي؟

فعرفَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قَدْ ثَمِلَ، فنَكَصَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - على عقِبَيْهِ القَهْقَرَى (١)، وخَرجنَا مَعَهُ (٢)).


(١) قال ابن حجر في «الفتح» (٦/ ٢٠١): (وكأنه فعل ذلك خشية أن يزداد عبث حمزة في حال سُكْره، فينتقل من القول إلى الفعل، فأراد أن يكون ما يقع من حمزة بمرأى منه، ليدفعه إن وقع منه شيء).
(٢) قال ابن حجر في «الفتح» (٦/ ٢٠١): (قوله: «وخرجنا معه» زاد ابن جريج: «وذلك قبل تحريم الخمر» أي: ولذلك لم يؤاخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - حمزة بقوله).
وقال ابن حجر أيضاً (٦/ ٢٠١): (قال المهلب: وفيه: أن العادة جرت بأن جناية ذوي الرحم مغتفرة. قلت: وفيه نظر؛ لأن ابن أبي شيبة روى عن أبي بكر بن عياش أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أغرم حمزة ثمن الناقتين).

<<  <  ج: ص:  >  >>