لا إشكال أنَّ فاطمة - رضي الله عنها - دُفنت في المقبرة في بقيع الغرقد، ولايصح أنها دُفنت في بيتها، هذا هو المعتمد عند المؤرخين، وقد رَدُّوا على مَن ادَّعى أن قبرَها في بيتها، أو أمامَ مصلَّى الإمامِ بالروضة الشريفة، وهي أقوال واهِيةٌ جداً.
وأيضاً لا يصحُّ أن قبرَها أُخفِي عن الصحابة ـ كما تدعيه الرافضة ـ، وقد وردَتْ آثارٌ كثيرة ـ على ضَعفِها وانقطاعِها ـ تُثبِتُ أنها في مقبرة البقيع، قريباً من زاوية دار عُقيل، ومُواجِه دار نُبيه.
وهذه الدور والمواضع كلها قد زالَتْ، ودخلَتْ في التوسعة ... ـ والله أعلم ـ.
ولا يكاد يَعلَمُ أحَدٌ الآن قبرَاً مُعَيَّنَاً من القبور التي ذُكرت في عدد من النصوص ــ ذكرتُها في الدراسة الموضوعية لِفَصلِ: وفاتها ــ.
فالقبورُ تتغيَّر معالمها، وتندثرُ تماماً مع تعاقب القرون فكيف بتعاقب قرون طويلة تصل إلى خمسة عشر قرناً، وفي التاريخ ما يدل على تعاقب الدفن في البقيع في موضع واحد دون معرفة بالسابق.
ولم يكن على قبرها ولا قبر أحد من المسلمين تَجصيصٌ، ولا قُبَّةٌ، ... ولا بناءٌ؛ لنهي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، وإنما حدثَ البناء على القبور