للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يجعلها ترى المال كالتراب، فمحبة المال مغروسة في النفس البشرية: ... قال تعالى: ... { ... الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} (سورة الكهف، آية ٤٦)، وقال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} إلى آخر الآيتين (سورة آل عمران: ١٤ ـ ١٥)

وربما لعلمها بقرب أجلها ـ كما أخبرها النبي - صلى الله عليه وسلم - ـ وما تراه في زمن والدها من الجوع والحاجة؛ رغبت السعي في تخفيف مايسد حاجة أولادها الصغار (أيتام الأم عن قريب: الحسن، والحسين، وأم كلثوم، وزينب).

وأعجبتني عبارة الصنعاني في كتابه الآخر عن تنازع العباس وعلي - رضي الله عنهما -، حيث قال: (لا يُستنكَر ما يقع بين الأعيان من الخِصام والترافع في الأمور الدنيوية، فإنَّ المالَ سببٌ للشجار والتنازع، فلا يُنكَر وقوع الخصومات مِن أفاضِل العِبَاد، لأنَّ ذلك جِبِلَّةٌ بَشَرِيَّةٌ لا يَكادُ يخلُو مِنهُ أحَدٌ مِن البَريَّةِ). (١)

على أنَّ الحرص على المال الحلال مَشروع، والنزاعُ لأجلِه ليس فيه


(١) «رفع الالتباس عن تنازع الوصي والعباس» للصنعاني (ص ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>