نقل السمهودي (ت ٩١١ هـ) قول المطري وتعقَّبه، فقال كما في «وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى» (٣/ ٩١٦): (قلت: وفيه نظر؛ لأن الناصر هذا كان معاصراً لابن النجار؛ لأنه توفي سنة اثنتين وعشرين وستمئة، ووفاة ابن النجار سنة ثلاث وأربعين وستمئة، وقد قال ابن النجار: إن هذه القبة قديمة البناء، ووصفها بما هي عليه اليوم. ورأيتُ في أعلى محراب هذا المشهد: أمر بعمله المنصور المستنصر باللَّه، ولم يذكر اسمه ولا تاريخ العمارة، فلعله المنصور الذي هو ثاني خلفاء بني العباس، لكنه لا يلقب بالمستنصر باللَّه، ولم أرَ مَن جمع بين هذين اللقبين، وعلى ساح قبر العباس أنَّ الآمر بعمله المسترشد باللَّه سنة تسع عشرة وخمسمئة، ولعل عمارة القبة قبله، وقبر العباس وقبر الحسن مرتفعان من الأرض متسعان مُغَشَّيان بألواح ملصقة أبدع إلصاق، مصفَّحة بصفائح الصُّفر، مكوكبة بمسامير على أبدع صفة وأجمل منظر). انتهى. وذكر الذهبي (ت ٧٤٨ هـ) في «سير أعلام النبلاء» (٢/ ٩٧) أنَّ عَلى قبر العباس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - اليومَ قُبَّةً عظيمةً من بناء خلفاء آل العباس. وذكر ابن ظهيرة القرشي المكي الشافعي (ت ٨٨٩ هـ) في «شفاء الغليل ودواء العليل» ... (٢/ ١٠٨٣) أن على قبر العباس بن عبدالمطلب، والحسن بن علي قبة عالية في أول البقيع. وكذا ذكر يحيى الحرضي العامري اليمني (ت ٨٩٣ هـ) في «الرياض المستطابة» ... (ص ٣١٨) نقلاً عن المطري. =