للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المُتَجَرَّد»، ويُتَأَوّل قولُه: كان أزهرَ عَلَى إشراق اللون ونُصُوعه لا عَلَى البَياضِ.

وفيه وجه آخر وهو أنه مُشرَبُ الحُمرة والحُمرةُ إذا أُشْبِعَت حَكَت سُمْرَة ويدُلّ عَلَى هذا المعنى قَولُ الواصِفِ له لم يكن بالأبيض الأمهق). (١)

فإذا كان هذا وصفه - صلى الله عليه وسلم -، فإن ابنته فاطمة - رضي الله عنها - من أقرب الناس شبهاً به - صلى الله عليه وسلم -، كما سيأتي بيانه في المبحث الثالث.

وبناء عليه فإن معنى الزهراء في لقب فاطمة - رضي الله عنها - أي: المشرقة الوجه، البيضاء المستنيرة، المشربة بحمرة ـ والله أعلم ـ.

وقال المقريزي - رحمه الله -: (وقيل لها: الزهراء، كما قيل لزهرة بنت عمرو بن حنتر بن رويبة بن هلال (٢)، أم خويلد بن أسد: الزهراء، وزهرة هذه هي جدة خديجة أم فاطمة ـ علَيها وعلَى أمِّها السَّلام ـ). (٣)

قلت: لم أجد من ذكر هذا غير المقريزي ـ والله أعلم ـ.

وقد وردت في ذلك عدة معان ضعيفة، منها:

١. قال البدر العيني الحنفي (ت ٨٥٥ هـ) - رحمه الله -: فإن قيل: لم سمِّيَت فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - بالزهراء؟


(١) «غريب الحديث» (١/ ٢١٤).
(٢) ينظر: «نسب قريش» للزبيري ـ ط. المعارف ـ (ص ٢٠٧ و ٢٢٨).
(٣) «إمتاع الأسماع» (٥/ ٣٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>