قال السيوطي (ت ٩١١ هـ) - رحمه الله - في الوجه الرابع من مسائل الزينبية: هل يطلق على أولاد زينب أشراف؟
فأجاب: (إنَّ اسمَ الشريف كان يطلق في الصدر الأول على كل مَن كان من أهل البيت سواء كان حَسنياً أم حُسينياً أم عَلَوياً، مِن ذرية محمد بن الحنفية وغيرِه منِ أولاد علي بن أبي طالب، أمْ جعفرياً أم عَقيلياً أم عباسِياً، ولهذا تجد «تاريخ الحافظ الذهبي» مشحوناً في التراجم بذلك يقول: الشريف العباسي، الشريف العقيلي، الشريف الجعفري، الشريف الزينبي.
فلما ولي الخلفاءُ الفاطميون بمصر، قصرُوا اسمَ الشريف على ذُرِّية الحسن والحسين فقط، فاستمَرَّ ذلك بمصر إلى الآن، وقال الحافظ ابن حجر في كتاب «الألقاب»: الشريف ببغداد لقبٌ لكلِّ عباسي، وبمصر لقب لكل عَلَوي. انتهى.
ولا شك أنَّ المصطلح القديم أولى، وهو: إطلاقه على كل عَلَويٍّ وجعفريٍّ وعَقيليٍّ وعَباسيٍّ، كما صنعه الذهبي، وكما أشار إليه الماوردي من أصحابنا، والقاضي أبو يعلى ابن الفراء من الحنابلة، كلاهما في «الأحكام السلطانية»، ونحوه قول ابن مالك في «الألفية»: وآله المستكملين الشرفا.
فلا رَيبَ في أنه يُطلَقُ على ذرية زَينَبَ المذكورين أَشرافٌ، وكَمْ أطلقَ الذهبي في «تاريخه» في كثير من التراجم قوله: الشريف الزينبي.