للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الدراسة الموضوعية:

في المبحث مسألتان: خدمتها لزوجها، وصبرها على ضيق العيش معه.

الأولى: خدمتها لزوجها.

تلك هي عادة النساء زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد كُنَّ يعانين المشقة في طاعة وخدمة أزواجهن - رضي الله عنهن -، من ذلك:

قالت أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما -: تزوَّجَني الزبيرُ - رضي الله عنه - وما له في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء، غير فرسه، قالت: فكنتُ أعلِف فرسه، وأكفيه مؤونته، وأسوسُه (١)، وأدق النوى لناضحه، وأعلفه، وأستقي الماء، وأخرز غَرْبَه (٢)، وأعجن، ولم أكن أُحسن أخبز، وكان يخبز لي جارات من الأنصار، وكُنَّ نسوة صِدقٍ، قالت: وكنتُ أنقل النَّوى من أرض الزبير التي أقطعه رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - على رأسي، وهي على ثُلُثَي فَرسَخٍ (٣)،


(١) القيام على الشيء بما يصلحه. «النهاية» لابن الأثير (٢/ ٤٢١).
(٢) الغرْب بسكون الراء: الدلو العظيمة التي تتخذ من جلد ثور. «النهاية» (٣/ ٣٤٩).
(٣) الفرسخ: فارسي معرَّب، وهو ثلاثة أميال, قال الحميري: والميل: ثلاثة آلاف خطوة، والخطوة ذراعان بالهاشمي، وفي القاموس: ثلاثة أميال هاشمية، أو اثنا عشر ألف ذراع، أو عشرة آلاف.
وهو بالمقاييس الحديثة: قريباً من (٥ كلم).
ينظر: «تهذيب اللغة» (١٥/ ٢٨٥)، «الصحاح» (١/ ٤٢٨)، «شمس العلوم» للحِمْيَري (٨/ ٥١٥٤)، «القاموس المحيط» (ص ٢٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>