وفي الحديث أمر غريب، وهو أنه طلبتْ منه أن يُورِّثهما، ــ ولو كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُورَث ـ لورثته هي وهي ابنته لصُلبه، وما وصل إليها وصلَ إلى أولادِها كلِّهم: الحسن، والحسين، ومحسِّن، وأم كلثوم، وزينب.
وللنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أمامة بنت أبي العاص بن الربيع (١)، ابنة بنته زينب - رضي الله عنهما -، فلو كان سيورِّث أحداً لورَّث الجميع، مع حرصه وحثه على العدل - صلى الله عليه وسلم -.
والأصل في ذلك ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:«لا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ ... ». متفق عليه من حديث عائشة - رضي الله عنها -.
وفي الصحيحين أيضاً من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«لا يقتسم ورثتي ديناراً، ولا درهماً، ما تركتُ بعد نفقَةِ نسائي، ومَؤونَة عامِلي؛ فهُو صَدَقَةٌ».